للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَلَكْنا فكانَ العَفْوُ منَّا سَجِيَّةً … فلمَّا مَلَكْتُم سَالَ بالدَّمِ أبْطَحُ

وحَلَّلتُم قَتْلَ الأسِيْرِ (a) وطَالَما … غَدَوْنا عن الأسْرَى نَعُفُّ ونَصْفَحُ

ولا غَرْوَ فيما بَيْنَنا من تَفَاوُتٍ (b) … فكُلُّ إنَاءٍ بالَّذي فيهِ يَنْضَحُ

أنْشَدَني هذه الأبْيَات الثَّلاثة أبو الطَّليْق مَعْتُوق بن أبي السُّعُود المُقْرِئ البَغْدَاديّ، قال: أنْشَديها جَمَال الدِّين أبو غَالِب في الحُصَيْن، قال: أنْشَدنْيها الحَيْص بَيْص لنَفْسِه.

سَمِعْتُ القَاضِي شَمْس الدِّين أبا نَصْر مُحَمَّد بن هبَة الله بن الشِّيْرَازيّ الدِّمَشقيّ بها، قال: سَمِعْتُ مَلِك النُّحَاةِ أبا نِزَار يقُول: للحَيْص بَيْص بَيْتان من الشِّعْر، وَدَدْتُ أنَّهُما لي بجَمِيْع شِعْري، وهُما (١): [من الطّويل]

سَأرْحَلُ عن بَغْدَادَ لا عن مَلَالةٍ (c) … إلى بَلَدةٍ يَحْنُو عليَّ أَمِيْرُها

إلى بَلْدَةٍ فيها الكِلَابُ بحَالِها … كِلَابٌ وما رُدَّتْ إليها أُمُورُها

أخْبَرَنِي بعضُ أهل الأدَب في المُذَاكَرَة وأُنْسِيْتُه، قال: طَلَبَ بعضُ الوُزَرَاء ببَغْدَاد، إمَّا عليّ بن طَرَّاد أو ابن هُبَيْرَة، الحَيْصَ بَيْص ليَحْضُر طَبَقَهُ وَقْتَ الإفْطَار في شَهْر رَمَضَان، فكَرِه ذلك كَي لا يَتَرفَّع عليه أحدُ في مَجْلِسِ الوَزِير، فكَتَبَ إلى الوَزِير بهذه الأبْيَات (٢): [من البسيط]

يا بَاذِلَ الجُوْد في عُدْمٍ وفي سعَةٍ … ومُطْعِمَ الزَّادِ في صُبْحٍ وفي غَسَقِ

وحَاشِرَ النَّاسَ أغْنهَم مَوَاهِبُه (d) … إلى مَزيدٍ من النَّعْمَاءِ مُنْدَفِقِ


(a) الديوان ومعجم الأدباء والوافي: الأسارى.
(b) رواية الديوان ومعجم الأدباء والوافي: فحسبكم هذا التفاوت بيننا.
(c) تذكرة ابن العديم: في طلب الغنى.
(d) الديوان والخريدة: فواضله.

<<  <  ج: ص:  >  >>