للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوَى عنهُ أبو غَالِب مُحَمَّد بن أحْمَد بن سَهْل بن بِشْرَان، وأبو عليّ المحسِّن بن عليّ بن مُحَمَّد التَّنُوخِيّ، وأبو الخَطَّاب الجَبُّلِيّ.

ذَكَرهُ الوَزِير أبو سَعْد مُحَمَّد بن الحُسَين بن عبد الرَّحيم في كتابهِ في ذِكْر الشُّعَراء، فقال: حَدَّثَني الخَالِع - يعني: مُحَمَّد بن الحُسَين - قال: كان الوَحِيْدُ من أهْل البَصْرَة، وانْتَقَلَ إلى جَبُّل، وكان بضَاعتُه في الأدَب قَوِيَّة، ومَعرِفتُه بالشِّعْر جَيِّدة، يَجْمَع اللُّغَة والنَّحو والقَوَافي والعَرُوض، مُتَقدِّمًا فيه كُلِّهِ، وقد رَدَّ على المُتَنَبِّي عدَّة مَوَاضع أخْطَأ فيها، وكان مع هذه الحال ضَيِّق الرِّزْق نَزْره، مُحَارفًا (١)، يَمْدَح بالشَّيء اليَسِيْر ولا يُبَالي. وسَافَرَ إلى مِصْر، ومَدَح بني حَمْدَان، وعُمِّر زِيَادَةً على ثَمانين سَنَةً، وتُوفِّيَ سَنَة خَمْسٍ وثَمانين وثَلاثِمائة.

قال أبو سَعْد الوَزِير: وقد شَاهَدْتُ خَطّه في النُّسَخ، وكان مَلِيْحًا صَحِيح النَّقْل، ودِيْوَانه غير مَجْمُوع ولا مَوْجُود.

وقال أبو سَعْد: أَنْشَدَنِي أبو الخَطَّاب الجَبُّلِيّ، قال: أنْشَدَني الوَحِيْدُ لنَفْسِه (٢): [من الطّويل]

يُعَدِّدُ لُوَّامِي عليَّ ذنُوبها … ويأبَى شَفِيْعُ الحُسْن أنْ يُحْسَبَ الذَّنْبُ

وقالُوا إذا شَطَّتْ نوى دَرَاها سَلَا … وما شَطَّ من أمْسَى ومَنْزِله القَلْبُ

أنْبأنا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن المُحَسِّن بن عليِّ التَّنُوخِيّ إجَازَةً، قال: أنْشَدَني أبي (٣)، قال: أَنْشَدَنِي سَعْدُ بن مُحَمَّد الأزْدِيّ المَعْرُوف بالوَحِيْدِ: [من الكامل]

كانَتْ على رَغْمِ النَّوَى أيَّامُنا … مَجْمُوعَةَ النَّشَوَاتِ والأطْرابِ


(١) يُقالُ للمحروم الَّذي قُتِّر عليه رزقه أو نقص حظه: مُحارَفٌ. لسان العَرَب، مادة: حرف.
(٢) البيتان في مُعْجَم الأدباء ٣: ١٣٥٦ والوافي بالوفيات ١٥: ١٧٧.
(٣) الفرج بعد الشدة ٥: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>