للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو طَلَبَ الإنسانُ مِن صَوْنِ دَهرِهِ … دَوَامَ الّذي يَخْشى لأعْيَاهُ ما طَلَبْ

أنْبَأنَا عُمَر (a) بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، عن أبي غَالب بن البَنَّاء، قال: كَتَبَ إليَّ أبو غَالِب مُحَمَّد بن أحْمَد بن سَهْل الوَاسِطِيّ، قال: أنْشَدَنا أبو طَالِب سَعْد بن مُحَمَّد الوَحِيْد، قَدِمَ علينا وَاسِطًا، لنفسِه (١): [من المتقارب]

بَلوْتُ منَ الدَّهْرِ ما أَقنَعا … وكَشَّفْتُ أحْوَالَهُ أَجْمَعَا

زَمَانُكَ ذا مِثْلُ أبنائهِ … فلا تَحْفِلَنّ (b) بِمَنْ وَدَّعَا

إذا واصَلُوكَ فصِلْ حَبْلَهُمْ … وإنْ قَاطَعُوكَ فكُنْ مقْطَعَا

ومَنْ ودَّ مَن لا يُجَازى الودَادَ … مِثَالًا بمِثْلٍ فَقَدْ ضَيَّعَا

وكُنْتُ إذا صَاحِبٌ مَلَّني … ولم أرَ في وُدِّهِ مَطْمَعَا

غسَلْتُ بماءَ القِلى شَخْصَهُ … وكَبَّرْتُ من فَوْقهِ أرْبَعا (c)

وكان التَّغَافُلُ أكْفَانَهُ … وتُرْبُ التَّنَاسِي لَهُ مَضْجِعَا

فإنْ قالتِ النّفْس صِلْ حَبْلَهُ … أَقُلْ إنَّ مَن مَاتَ لن يَرْجِعا

أنْبَأنَا أبو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمد بن السَّمَرْقَنْديّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنَا أبو غَالِب مُحَمَّد بن أحْمَد بن بِشْرَان إجَازَةً، قال: أنشدَني سَعْد بن مُحَمَّد بن عليّ الوَحِيْد لنَفْسِه (٢): [من الخفيف]

لو إنَّما تَجَلَّيْتُ (d) للزَمَان للَاقَى … مِسْمَعَيه منِّي عتاب طَوِيْل

إنَّما تَكْثر المَلَامَةُ للدهـ … ــر لأنَّ الكِرَامَ فيه قَلِيْل


(a) ق: أبو مصر.
(b) ق: تجفلن.
(c) بعده في الأصل بياض قدر سطرين.
(d) الأصل، ق: تحليت، وعند ياقوت والسيوطي: لو تجلى لي الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>