للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ رأيْتُ من الغِلْمَان، وعليه طُرَّةُ وقفَاء، وعليه حُلَّةُ دِيْبَاجٍ، وهو يُقَاتِل قِتَالًا شَدِيْدًا وهو يَقُول (١): [من مجزوء الرمل]

أنا في أمْري رشَادٍ … بين غزْوٍ وجِهَادِ

بَدَنِي يَغْزُو عَدُوِّي … والهَوَى يَغزُو فُؤادِي

قال: فدَنَوْتُ منه فقُلْتُ: يا غُلَام، هذا القِتَال وهذه المَقَالَةُ والطُّرَّةُ والقفَاء والحُلَّة لايُشْبه بَعْضُها (a) بعضًا!؟ فقال الغُلَام: أحْبَبْتُ رَبِّي فشَغَلني بحُبِّه (b) عن حُبِّ غيره، فتَزَيَّنْتُ لحُور العِيْن لعَلَّها تَخطبُني إلى مَوْلاها.

أحْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْد القَادِر بن عَبْد الله الرُّهَاوِيّ في كِتَابِه إليْنَا غير مَرَّة، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل عَبْد الله بن أحْمَد بن مُحَمَّد الطُّوْسيّ، قال: أَخْبَرَنا أحْمَدُ بن عَبْد القَادِر بن يُوسُف، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزيْز بن عليّ الأَزَجِيّ، ح.

وأخْبَرَنا أبو عليّ حَسَن بن أحْمَد بن يُوسُف، فيما أَذِنَ لنَا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر السِّلَفِيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُنَ سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزيْز الأَزَجِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن جَهْضَم، قال: حَدَّثني عَبْدُ السَّلام - يعني ابن مُحَمَّد المَخْزُوميّ - قال: حَدَّثَنَي أبو العبَّاس أحْمَد بن عُبَيْد، عن مُحَمَّد بن أبي الوَرد، قال: صَلَّى أبو عَبْدِ الله النِّبَاجِيّ بأهْل طَرَسُوس صَلَاةَ الغَدَاةِ، فوَقَعَ النَّفِيْرُ وصَاحُوا، فلم يُخَفِّف الصَّلاةَ، فلمَّا فَرَغُوا قالُوا له: أنْتَ جَاسُوْس! قال: وكيف ذاك؟ فقالوا: صَاحَ النَّفِيْر وأنْتَ في الصَّلاةِ لَم تُخَفِّف، قال: إنَّما سُمِّيَت صلاةً لأنَّها اتِّصَال باللهِ، وما حَسِبْتُ أنَّ أحدًا يكُون في الصَّلاةِ فيَقَع في سَمْعِه غيرُ ما يُخاطِب الله به.


(a) تلخيص المتشابه: بعضه.
(b) تلخيص المتشابه: حبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>