للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبْراهيم البُسْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا ابنُ عَائِذ، قال: أخْبَرَنَا الوَلِيدُ بن مُسْلِم، قال: حَدَّثَنِي إسْمَاعِيْل بن عَيّاش أنَّ رَجُلًا من الجَيْشِ أَتَى أَبَا الأَبْيَضِ العَبْسِيّ بِدابِق قَبْل نُزُولهم على الطُّوَانَة، فقال: رأيْتُ بيدكَ قَنَاةً وفيها سِنَانٌ يُضيءُ سِنَانُه لأهْلِ العَسْكَر كضَوْءِ كَوْكَبٍ، قال: إنْ صَدَقَتْ رُؤْياكَ فإنَّها للشَّهَادة، قال: فاسْتُشْهِدَ في قِتَال أهل الطُّوَانَة.

قال أبو عبدِ اللّه بن عائِذ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى الثَّقَفِيّ أنَّ أَبَا الأَبْيَض قال هذه الأَبْيَات (١): [من الطّويل]

ألَا لَيْتَ شعْري هَل يقُوْلَنَّ قَائِلٌ … وقد حَانَ منكُم (a) عند ذاك قُفُول

تَرَكْنَا ولم نُجْنِن (b) من الطَّيْرِ لَحْمَه … أَبَا الأَبْيَض العَبْسِيَّ وهو قَتِيْل

فعُرِّيَ أفْرَاسِي ورنَّتْ حَلِيْلَتي … كأنْ لَم تكُن بالأَمْسِ ذات حَلِيْل

وذِي أملٍ يَرجُو تُرَاثِي وإنَّما … يَصيْرُ لَهُ منه غَدًا لقَلِيْل

وما لي تُراثٌ غير دِرْع حَصِيْنَةٍ … وأَجْرَدُ من ماء الحَدِيْد صَقِيْل

وفي غير هذه الرِّوَايَةِ أنَّ أبا الأَبْيَض خَرَجَ مع العبَّاس بن الوَلِيدِ في الصَّائِفَة، فقال أبو الأَبْيَض: رأيتُ كأنِّي أُتِيْتُ بِتَمْرٍ وزُبْدٍ، فأكَلْتُه، ثمّ دَخَلْتُ الجَنَّة. فقال العبَّاسُ: نُعَجِّل لك الزُّبْدَ والتَّمْرَ، واللّهُ لك بالجَنَّةِ! فدَعَا له بِتَمْرٍ وزُبْدٍ، فأكَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ أبو الأَبْيَض العَدُوَّ، فقَاتَلَ حتَّى قُتِلَ.

وكانت غَزْوةُ طُوَانَة سَنَة ثَمانٍ وثَمانين؛ غَزَاها مَسْلَمَةُ والعبَّاسُ بن الوَلِيدِ.


(a) أقرب لأن تكون في الأصل: نحبر.
(b) ابن عساكر: منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>