حَمَّلُوني ثِقْلَ الغَرَام وقد كُنْـ … ـتُ لثِقْلِ الغَرَام غَيْرَ مُطيْقِ
يا رَفِيْقي رِفْقًا عليَّ فما ين … فَع ذا الوَجْدِ مثْلُ رِفْقِ الرَّفَيْقِ
إنْ يكُن يُطْلَقُ الأَسِيْر فما با … لُ فُؤِادِي المَشُوقِ غَيرُ طَلِيْقِ
أنا مُلْقىً ما بينَ قَلْبٍ حَرِيقٍ … مِن جَوَى لوعَتي وجَفْنٍ غَرِيقِ
لو رَأى حَالَتي عَدُوِّي لَمَا سُرّ … بها حالةً فكيفَ صَدِيْقي
وأنشدَني لنَفْسِه (a): [من الطويل]
وأسْمَرَ حَيَّاني عَشِيَّةَ زُرْتُهُ … بما اعْتُصِرَتْ مِن طَرْفه واحْورَارِهِ
سَقَاني بلَحْظِ العَيْن خَمْرًا شرَابُها … إلى اليَوْم عِندي فضْلَةُ مِن خُمارِهِ
لرُوَفَةُ لَحْظٍ أسْكَرتَنْي ولَم تكُنْ … سُلافةَ كأسٍ عُتِّقَت مِن عُقَارِهِ
فَبِتُّ أُسَقَّاها طِلًا ذاتَ سَوْرةٍ … تُفَرِّقُ ما بين الفَتَى واصْطِبَارِهِ
على وَرْدِ خدَّيهِ وسَوْسَنِ صُدْغِهِ … ونَرْجِسِ عَيْنَيْهِ وآسِ عِذَارِهِ
وأنشدَني لنَفْسِه وقال: هذه طَريْقَة سَلَكْتُها على نَهْج أبي العَلَاء بن سُلَيمان في اسْتَغْفر واسْتَغْفري (١)، أتعَمَّدُ في أوَّل الأبيات إلى كم، وتارةً كم: [من الهزج]
إلى كَمْ أيُّها اللَّاهِي … تَجَرِّيكَ على اللهِ
أتَسْهُو عن رِضَا مَنْ ليـ … ـس عن رِزْقِكَ بالسَّاهِ
ألَا يَنْهاكَ يا ذا الجَهْـ … ل عن عِصْيَانِهِ نَاهِ
أتَسْتمْسِكُ للنَّفْسِ … بدُنْيَا حَبْلُهَا وَاهِ
وتَمْشي مشْيَةَ المُخْتَا … ل في سِرْبَالِكَ الزَّاهِي
ولا تفكُرُ يا مَغْرُو … رُ في صَوْفِ الرَّدَى الدَّاهِي
(a) م: لنفسه أيضًا.