للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَملْتَ بأسًا وجُوْدًا فوْقَهُ ونَدَىً … وليسَ يقْوَى بهذا كُلِّهِ الفَرَسُ

قالوا فَصَدْتَ فما خَلْقٌ بهِ حَركٌ … خَوْفًا عليك ولا نَفْسٌ بها نَفَسُ

كَفّ الطَّبِيْب دَعا كَفًّا نُقَبلها (a) … ويُطْلَبُ الغَيْثُ منها حين يَحْتَبِسُ

قَرَأتُ في كتاب العِيَادَة لأبي بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، أظُنُّه بخَطِّ كَاتبهِ، قال: وزَعَم لي أبو بَكْر المُعَوَّجُ الشَّاعرُ المِصْرِيُّ أنَّ بَدْرًا الحَمَامِيّ، رَكب إلى المَيْدَان بمِصْر، فتَقَطَّرَ (b) بهِ فَرَسُه، فاحْتاج إلى الفَصْد، فافْتَصَد، فدَخَلَ عليه فأنْشَدَهُ: [من البسيط]

لا ذَنْبَ للطِّرْفِ إنْ زَلَّتْ قَوَائمُهُ … وليسَ يلْحَقُهُ من عَائبٍ دَنَسُ

حَملْتَ بأسًا وجُوْدًا فَوْقَهُ ونَدَىً … وليس يَقْوَى بهذا كُلِّهِ الفَرَسُ

قالُوا افْتَصَدْتَ فما نَفْسُ العُلَى معها … خَوْفًا عليك ولا نَفْسٌ (c) لها نَفَسُ

كفّ الطَّبِيْب دَعَا كَفًّا نُقبلها … وتَطْلُبُ الرِّزقَ منها حين يَحْتَبسُ

وقد رُوي البَيْتان الأوَّلَان من هذه الأبْيَات لأبي تَمَّام (١)، ورُويا لأبي دُلَف، وقد ادَّعَاهُما أبو عَبْد الله بن خَالَوَيْه، والصَّحيحُ أنَّهما لأبي بَكْر المُعَوَّج الأنْطَاكِيّ في جُمْلَة هذه الأبْيَات، واللهُ أعْلَمُ.

قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَتح أحْمَد بن عليّ المَدَائِنِيّ في مَجْمُوعٍ وَهَبْنِيْهِ أبي رَحِمَهُ اللهُ: أبو بَكْر المُعَوَّجُ يَهْجُو وَصِيْفَ البَازمَازِيّ (٢): [من الوافر]

مَدَحْتُكَ يا وَصِيْف البَازمَازي … ولم أتلَقَّ بخلك باحْتِرَازِ


(a) في م وتاريخ بغداد: فقبلها.
(b) م: تقنطر، وهو من قول العامة، وتقطَّر به الفرس: سقط. تاج العروس، مادة: قطر.
(c) م: يقصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>