للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجْتَمَعْتُ به باليَارُوْقِيَّة ظَاهِر مَدِينَة حَلَب، وقد ورَدَها رَسُولًا من المَلِك الكَامِل مُحَمَّد إلى أخيه المَلِك الأشْرَف مُوسَى وهو إذ ذاك مُقِيم باليَارُوْقِيَّة بحَلَب، وسَمِعْتُ منه الأرْبَعِين حَدِيثًا لأبي الفُتُوح الطَّائيّ برِوَايته سَمَاعًا منه، وأحَادِيْث من أوَّل مُسْنَد الشَّافِعيّ بسَمَاعه للمُسْنَد من أبي زُرْعَة، وأخْبَرَنا أنَّ مَوْلده سَنَة ثَلاثٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة في شَوَّال.

وحدَّث شَيْخنا شَيْخ الشُّيُوخ عن هذين المَذْكُورين، وعن أبي الفَرَج الثَّقَفِيّ، وأبي مَنْصُور شَهْرَدَار بن شِيْرَوُيه (a) الدَّيْلَمِيّ.

أخْبَرَنا الشَّيْخ الفَقِيه الإمَام أبو الحَسَن بن عُمَر بن حَمُّوْيَه شَيْخ الشُّيُوخِ، باليَارُوْقِيَّة ظَاهِر مَدِينَة حَلَبَ، قال: أخْبَرَنا أبو زُرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر المَقْدِسِيّ [. . .] (b).

سَمِعْتُ جَمال الدِّين أحْمَد بن عُثْمان بن الصَّلَاح الحَرَّانيّ الصُّوْفيّ، قال: كان الشَّيْخ صَدْر الدِّيْن بن حَمُّوْيَه لا يَتْرك أحدًا يُباشِر خِدْمتَهُ، وإذا دَخَل الحَمَّام غَسَل نَفْسَه وحَكَّ رِجْلَهُ بيَده، ولا يُمكِّن أحدًا غيره من مُبَاشَرة ذلك، فدَخَلْتُ يَوْمًا الحَمَّام معه، فأخَذْتُ حَجَر الرِّجْل وجِئْتُ إليه، فقال: ما تُرِيدُ؟ فقُلْتُ له مُمَازِحًا: أحكُّ رِجْلك لتعُودَ من بَرَكتي عليك، فمَدَّ رِجْلَهُ فحَكَكْتُها.

وقال لي: قَدِمَ شَيْخ الشُّيُوخ صَدْر الدِّيْن إلينا، إلى حَرَّان، وكان من عَادَته أنْ لا يَأكُل من وَقْف الخَوَانك شيئًا أصْلًا، فقال لي: اطْبُخ لنا أَرُزًّا، ودَفَعَ إليَّ ما أطْبخه به، قال: فلمَّا أردتُ الطَّبْخ أفكرتُ في ماء نهر جُلَّاب، وهو نَهْرٌ بحَرَّان، وهو عَكِرٌ من التُّراب الأحْمَر، ولا يَصْفُو إلَّا إذا وُضِعَ في الإناءِ ورَسَت فيه الطِّيْن،


(a) م: شرويه.
(b) ما بين الحاصرتين بياض في الأصل قدر نصف هذه الصفحة، وثلثي التي تليها، وجاء النص متصلًا بما بعده في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>