للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخْبَرَنا أبو النَّجِيْب الفَارسِيّ في كتابه، قال: أخْبَرَنَا أبو الأَسْعَد بن عَبْد الوَاحِد بن عَبْد الكَريم، قال: أخْبَرَنَا جَدِّي أَبو القَاسِم القُشَيْريّ (١)، قال: ويُحْكَى عن أبي الحَسَنِ الدَّيْلَمِيّ أنَّهُ قال: دَخَلْتُ أنْطَاكِيَة لأجْلِ أسْوَد (a) قيل لي: إنَّهُ يَتَكلَّم على الأسْرَار، فأقمتُ [فيها] (b) إلى أنْ خَرَجَ من جَبَل اللُّكَام ومعه شيء من الطَّعَام يَبِيْعُه، وكنتُ جائعًا منذ يَوْمَيْن لَم آكُل شيئًا، فقُلتُ لَهُ: بكم هذا؟ وأوْهَمْتُه (c) أنِّي أشْتَري ما بينَ يَدَيْهِ؟ فقال: أقْعُد ثَمَّ حتَّى إذا بِعْناه نُعْطِيكَ ما تَشْتري به شيئًا، فتَرَكْتُه وصِرْتُ إلى غيره أُوْهِمُه أنِّي أُسَاوِمُهُ، ثُمَّ رجعتُ إليهِ، فقُلتُ: إنْ كُنْتَ تَبِيْع هذا فقُل لي بكم؟ فقال: إنَّما جعت يوْمَيْن، اقْعُد حتَّى إذا بِعْناه نُعْطيك ما تَشْتَري به شيئًا، فقَعَدْتُ، فلمَّا باعَهُ أعْطَاني شيئًا ومَشَى، فتَبعْتُه فالْتَفَتَ إليَّ وقال: إذا عرَضَت (d) لك حاجَةٌ فأَنْزلها باللَّهِ إلَّا أن يكُون لنَفْسك فيها حَظٌّ، فتُحْجَب عن اللَّه.


(a) الرسالة القشيرية: إنسان أسود.
(b) إضافة من الرسالة القشيرية.
(c) الأصل، م: وأوهمت، والمثبت عن القشيري.
(d) الأصل، م: عرض، والمثبت عن القشيري.

<<  <  ج: ص:  >  >>