وأنْبَأنَاه إجَازَةً عاليًا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو مَنْصُور بن زُريق، قالوا: قال لنا أبو بَكْر أحمدُ بن عِليّ بن ثَابِت الحَافِظ (١): ذَكَر عُلَماءُ الأوَائِل أنَّ أقاليم الأرْض سَبْعةٌ، وأنَّ الهِنْد رسَمَتها فَجَعَلَتْ صِفَةَ الأقالِيْم كأنَّها حَلقة مُستَديرةٌ تَكْتَنِفُها ستُّ دَوَائر على هذه الصِّفة:
فالدَّائرةُ الوُسْطَى هي إقليم بَابِل، والدَّوائر السِّتّ المُحْدقة بالدَّائرة الوُسْطَى كُلُّ دائرة منها إقليمٌ من الأقالِيْم السِّتَّة.
فالإقْليمُ الأوَّل منها: إقليم بلَاد الهِنْد.
والإقْليم الثَّاني: إقليمُ الحِجَاز.
والإقْليمُ الثَّالثُ: إقليم مِصْر.
والإقْليمُ الرَّابِعُ: إقليم بَابِل؛ وهو المُمَثَّلُ بالدَّائرةِ الوُسْطَى الّتي اكتَنَفَتْها سَائرُ الدَّوائر، وهو أوْسَطُ الأقالِيْم وأعْمَرها، وفيه جَزيرة العَرَب، وفيهِ العِرَاقُ الّذي هو سُرَّةُ الدُّنْيا، وحَدُّ هذا الإقْليم ممَّا يلي أرضَ الحِجَاز وأرضِ نَجْدٍ الثَّعْلَبِيَّة من طريق مَكَّة، وحَدُّه ممَّا يلي الشَّام وراء مَدِينَة نَصِيبِيْن من ديار رَبِيْعَة بثلاثة عَشر فَرْسَخًا، وحَدُّهُ ممَّا يلي أرْض خُرَاسَان وراء نَهْر بَلْخ، وحَدُّه ممَّا يلي الهِنْد خلف الدَّيْبُل بِستَّة فَرَاسِخ، وبَغْدَاد في وَسَط هذا الإقْليم.
والإقْليم الخاَمِس: بلاد الرُّوم والشَّام.
والإقْليم السَّادِس: بلاد التُّرْك، والإقْليم السَّابِع: بلاد الصِّيْن.
(١) تاريخ بغداد ١: ٣١٩، ونقله عنه سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان ١: ٥٣.