للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يتولَّى خِزَانَة السُّلْطان مَلِكْشاه، وكان وَجِيْهًا عنده، وقَدِمَ معَهُ حَلَب حينَ قَدِمَها، وهو الّذي تَوَلَّى عِمارَة المَسْجِدِ المَعْرُوف بمَقام إبْراهيم عليه السَّلام خارج باب العِرَاق وشَاهَدْتُ اسْمه مَكْتُوبًا على الرِّوَاق الّذي بين يَدِي المَسْجِدِ مَنْقُورًا في الحَجَر مع اسْم ابنهِ مُحَمَّد بن مَلِكْشاه. وقد ذَكَرْناهُ في حَرْف الخاَءِ (a) فيما تَقَدَّم من الكتاب.

قَرَأتُ في تاريخ أبي الحَسَن عليّ بن مُرْشِد بن عليّ بن مُقَلَّد بن مُنْقِذ بخَطِّه في حَوَادِث سَنَة خَمْسٍ وثَمانين وأرْبَعِمائةْ قُتِلَ نِظَام المُلْك، وأنَّهُ اتُّهِم بذلك مُتَولِّي الخِزَانَةِ تَاج المُلْك.

قال: وكان تَاجُ المُلْكِ لا يُفَارِق السُّلْطانَ إلى أنْ يَدْخُل فراشَهُ، ويَدْخُل إليه وهو وخَاتُون في الفِرَاشِ لا تَخْتبئ (b) منه.

قال: وكان شَيْخًا مَلِيْح الشَيْبَةِ، أبْيَضَ الحَوَاجِب، يقُول لي أبي: واللَّه كأنَّهُ جَدُّك رَحِمَهُم اللَّهُ.

فلمَّا مَاتَ السُّلْطانُ -يعني مَلِكْشاه- اجْتَمَع مَمَالِيْك خُوَاجَا بُزُرْك، وكانوا في سَبْعَةِ آلاف مَمْلُوك مُزَوَّجين إلى سَبْعَة آلاف مَمْلُوكةٍ له، وقالوا: ما قُتِلَ مَوْلَانا نِظَام الدَّين (c) إلّا بأمْر تَاج المُلْك، فإنَّهُ بَاطِنيٌّ، وأمرَ به البَاطِنِيَّة فقَتَلُوه، فوثبَوا على تَاج المُلْك فقَتَلُوه، وتوازَعُوا جُثَّتَهُ، فصَار إلى كُلِّ واحدٍ منهم عَظْمٌ أو قِطْعَة لَحْمٍ، لَفَّها وجَعَلها في خَرِيْطَتهِ، حَدّثَني بذلك جَمَاعَةٌ من الثِّقَاتِ.


(a) كذا في الأصل وم، ولا يتصل اسمه بهذا الحرف، فلم نجد له ذكر فيه، ولعل المراد: "حرف الحاء"؛ فإنه أورد شيئًا من أخباره في ترجمة نظام الملك الحسن في علي الطوسي لاتهامه بمقتله.
(b) م: لا تخشى.
(c) كذا في الأصل وم وفوفه في الأصل "صـ"، وتقدم بلقب: نظام الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>