للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنْتَ أعَمُّ النَّاسِ طَوْلًا وسُؤْدَدًا … وأطيبَهُم جُرْثُومَة ونِصَابا

وأسْرَعُهُم في النَّائبِاتِ إغَاثةً … وأمْرَعُهُم يَوْمَ العَطَاء جَنَابا

شَهَادَة بَرٍّ لا يُحَابَى بمِثْلِها … إلَّا رُبَّما كان السَّحَابُ يُحَابَى (a)

يقُولُونَ إنَّ المُزْن يَحْكيكَ صَوْبُه … مُجَامَلةً، ها قد شَهدْتَ وغَابَا

وكم أزْمَةٍ عَمَّ البَرِّيَّةَ بُؤْسُها … فهل نابَ فيها عن نداكَ مَنَابَا

هَمَتْ ذَهَبًا فيها يَدَاكَ علَيْهم … وضَنَّتْ (b) يَدَاهُ أنْ تَرُشّ ذهَابَا

ولو كان للأسْيَافِ عَزمُكَ ما نَبَتْ … ولا ناطَ بالخَصْر النِّجادُ قِرَابَا

وما زلتَ تُرْضِي اللَّهَ في نَصْرِ دِيْنهِ … بمَألُكَةٍ تُزْجي الأُسُودَ عِضَابا (c)

إذا طُوِيَتْ كانَتْ وَغًا وقَسَاطلًا … وإنْ نُشِرَتْ كانَتْ ظُبًى وحرَابا

وما حَمَلَتْ غيرَ السُّيُوف رسَالةً … ولا طَلَبَتْ غير الرُّؤُوسِ جَوَابا

قد اخترطَتْ أيْدِي الخِلَافَة منكُم … سُيُوفًا على هَام العِدَاة غِضَابا

ومَنْ يَأتِ (d) عن قَوْسِ السَّعَادَةِ رَاميًا … نُحُورَ أعَاديهِ رَمَى فأصَابَا

دَعَاكَ على شَحْط المَزَار ابنُ صَالِح … فلَم تَرْض إلَّا أنْ تكُون جَوَابا

غَدَا طَالِبًا في ظِلِّ مُلْككَ عِيْشةً … فوَافَاهُ أحْظَى الوَافِدينَ طلَابَا

وكانَ إلى نَيْل السَّلامَةِ سُلَّمًا … أتَى وإلى باب السَّعَادَةِ بَابَا

هو الجَدُّ فليُمْسِ (e) الفَتَى في ظِلَالهِ … فلو أخْطَأ المَجْدُودُ قيلَ: أصَابَا

سَقَى حَلَبًا من جُوْدِ كَفِّكَ مَاطِرٌ … إذا لَم تَصُبْ فيها المَوَاطِرُ صَابَا

سمَوْتَ بها نحو السَّماءِ كأنَّما … ضربْتَ عليها بالنُّجُوم قِبَابا

فإنْ يئسَتْ منها الصُّقُور فطَالما … رَفَعتَ عليها باللِّوَاء عُقَابَا


(a) دمية القصر: محابا.
(b) دمية القصر: وهمت، وفي بعض نسخه ما يوافق المثبت أعلاه.
(c) دمية القصر: غضابا.
(d) دمية القصر: بات.
(e) م: فالتمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>