للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثني الجُنَيْد بن مُحَمَّد، قال: سَمِعْتُ السَّرِيّ يَذْكُر أبا يُوسُف الغَسُولِيّ، وكان أبو يُوسُف يَلْزَم الثَّغْرَ ويَغْزُو، فكان إذا غَزَا مع النَّاس ودَخَلُوا بلادَ الرُّوم أكل أصْحَابهُ من ذَبَاِئح (a) الرُّوم ومن فَوَاكِههم، وكان أبو يُوسُف لا يَأكُل، فيُقال له: يا أبا يُوسُفَ، تَشُكُّ أنَّهُ حَلَالٌ؟ فيقُول: لا، هو حَلالٌ، فيُقَال له: كُلْ من الحَلَال، فيقُول: إنَّما الزُّهْد في الحَلَال.

وأخْبَرَنا بذلك الحافِظُ عَبْد القَادِر الرُّهَاوِيّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا الخَطِيبُ أبو الفَضْلِ ابن الطُّوْسيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عَبْد القَادِر، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزِيْز بن عليّ، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد اللَّه بن جَهْضَم، قال: حَدَّثَنَا جُنَيْد، قال: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَذْكُر أبا يُوسُف الغَسُولِيّ، فذَكَرَ مثْلَهُ.

قال أبو الحَسَن بن جَهْضَم: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن سَهْل بن عبدِ الرَّحْمن، قال: حَدَّثَنَا يُوسُف بن مُوسَى، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّه بن خُبَيْق، قال: كان إبْراهيم بنُ أدْهَمَ وأبو يُوسُفَ الغَسُولِيَّ بالشَّام، فتعرَّضُوا للعَمَل، فكان أبو يُوسُفَ صَائمًا، وكان إبْراهيمُ مَرِيْضًا، فقالوا لرَجُلٍ: نَعْمَل معك جَمِيعًا، وأَعْطنا بالعَشيّ كَريّ رَجُل، فعَمِلا جَمِيعًا في الحصَادِ، فأعْطَاهُم أُجْرَة رَجُل، فاشْترَى أَبو يُوسُف شيئًا يَأكُلانه، فلمَّا وَضَعَهُ قال لإبْراهيم: تقدَّمْ كُلْ، قال: أليسَ قد أوْفَاك الأُجْرَةَ؟ قُلتُ: نعم، قال: أفَتَعْلَم أنَّك قد أوْفيْتَهُ العَمَل؟ قال: لا، فقال إبْراهيم: فكيف آكُلُ ما لا أدْرِي!.

أخْبَرَنا أبو المُظَفَّر عبد الرَّحيم بن أبي سَعْد بن مُحَمَّد في كِتَابِهِ إليْنَا من مَرْو، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد الحُرْضِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى المُزَكِّي إجَازةً،


(a) حلية الأولياء: طعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>