للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال لي عَمِّي أبو غَانِم مُحَمَّد بن هِبَةِ الله بن أبي جَرَادَة: كان المجاهِدُ عندنا بحَلَب مُقِيمًا بالمَدْرسَةِ الحَلاويَّةِ، وكان من أولِيَاءِ اللهِ تعالَى.

قال لي عَمِّي: وكان الشَّريفُ الزَّاهِدُ مُحَمَّد العَلَويّ له قَبُول عند بعضِ نسَاءِ الأُمَرَاء بحِصْن كَيْبَا (١)، فلمَّا فارقَها وقَدِمَ حلَبَ، دَفَعَتْ إليه عَنْبَريتا (a)، وقالت: خُذْ هذا معك وَدِيْعَةً، اذْكْرنا به إلى أنْ تَعُود، قال فأخَذَهُ، وكان معه فوَضَعَهُ في المَشْهَد الّذي كان نَازِلًا به، خارج باب العِرَاق، المَعْرُوف بمَشْهَد بَدْر الدَّوْلَةِ، قال: فسَرَقَهُ بعضُ أصْحَابهِ. قال: فَحمَلَ على قلبهِ من ذلك، وضَاقَ صَدْره، وقال لي الشَّريفُ: واللهِ ما بي إلَّا أنَّهم يَظنُّونَ بي ظَنّ السَّوْءِ، ولكن أخي المُجَاهِد عندهم يُخْبرهم.

قال: وكان المُجَاهِد إذ ذاك عندَهُم بحِصْن كَيْبا، قال عَمِّي (b): فقال لهم المُجاهِدُ في ذلك الوَقْت: إنَّ الوَدِيْعَة الّتي لكم عند فُلَانٍ قد سُرِقَتْ في هذا اليَوْم.


(a) كذا رسمها في الأصل، ويمكن أن تكون بالنون عوض التاء كما في تاريخ أبي الفداء (المختصر في أخبار البشر ٤: ٢٠) في تعداد جُملة الهدايا التي أهداها السلطان قلاوون للملك المظفر صاحب حماة سنة ٦٨٤ هـ، وكان منها: "سيف محلّى بالذهب وتلكش وعنبرينا"، ووردت في ذات الخبر عند ابن فضل الله العمريّ (مسالك الأبصار ٢٧: ٤٤٣): عنبريتا "بالتاء"، وتتتبع دوزي اللفظة في أصولها المخطوطة عند أبي الفداء فكانت بالنون، قال: "ولا شك في كتابة الكلمة، وأرى أنها "عَنْبَرينَه"، كلمة فارسية، وهي إما نوع من الحلي مملوءة بالعنبر الخام يتقلّدها النساء في أعناقهن، وإما ضفيرة زهور ينظم بين زهورها العنبر". انظر: ١٨٠" R.Dozy،Supplment aux dictionnaires arbes،V ٢.p".
(b) هنا ينتهي السقط الواقع في نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>