للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُخْبِرتُ عن الحَكَم بن مُوسَى السِّمْسَار، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حَمْزَة، عن إسْحَاق بن عَبْد اللهِ، قال: أخْبَرَني عَبْدُ الرَّحمن بن سَنَّة (a)، عن مَنْ أَخْبَرَهُ، أنَّه سَمِعَ رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول (١): بَدَأ الإسْلام غَرِيبًا، ثمّ يَعُودُ غَريبًا، فطُوبَى للغُرَباءِ، قالُوا: ومَن الغُرَباء يا رسُول اللهِ؟ قال: الّذين يَصْلُحُون إذا فسَدَ النَّاسُ، والّذي نَفْسِي بيَده لَيَأْرِزَنَّ (٢) الإيمانُ إلى المَدِينَة كما يَحُوزُ السَّيْل الدِّمَن، والّذي نَفْسي بيَدِه ليَأْرِزَنّ الإسْلامُ إلى ما بين المَسْجِدَيْن كما تأْرِزُ الحيَّة إلى حُجْرِها، فبينما هُم كذلك اسْتَغَاثَ العَرَبُ بأعْرابها، فخَرجُوا في مَجْلَبةٍ (b) لهم لصالح (c) من قَضَى وخير من بقي، فاقتتلُوا هم والرُّوم، فتَنقلِب (d) بهم الحربُ حتَّى يردُوا العَمْقَ، عَمْقَ أَنْطاكِيَة، فيَقْتَتلُونَ فيها ثلاثَ ليالٍ (e)، العَرَبُ والرُّوم، ويَرْفَعُ اللهُ النَّصْر عن كُلٍّ حتَّى تُخَاضَ (f) الخَيْلُ إلى رُكَبِهَا في الدَّمِ، وتقُول المَلائِكَةُ: يا رَبّ، ألَا تَنْصُر عبادَكَ المُؤْمنينَ؟ فيقُول: حتَّى يكثُر شُهادهُم (g). فيُسْتَشْهَد ثُلُث، ويَصْبِر ثُلُثٌ، ويَرجع ثُلُثٌ شكاكًا، فيُخْسف بهم، فيقُول الرُّوم: لن نَدَعَكُم حتَّى تخرجُوا كُلّ بَضْعَةٍ فيكم ليستْ منكم (h)، فيقُول العَرَب للعَجَم: الْحَقُوا بالرُّوم، فيقُول العَجَمُ: أَكُفْرٌ (i) بعد الإيمانِ! فيغضَبُونَ عند ذلك، فيجتَمعُونَ على الرُّوم، فيَقْتتلُون هُمْ وهُم، ويَغْضَبُ الله عَزَّ وجلَّ عند ذلك فيَضْربُ بسَيْفِه، ويَطْعن برُمْحِه.


(a) في الأصل: عَبْد الرحمن بن شيبة، تصحيف، صوابه المثبت من كتاب الملاحم لابن المنادي، وكتاب الفتن لابن حماد، والرازي: الجرح والتعديل ٥: ٢٣٨، وأسد الغابة ٣: ٢٩٩، وهو عَبْد الرحمن بن سنة الأسلمي، معدود في أهل المدينة.
(b) في الأصل: محلية، والأظهر ما هو عند ابن المنادي وابن حماد: مجلبة؛ أي مجتمعين. انظر لسان العرب، مادة: جلب.
(c) ابن المنادي وابن حماد: کصالح.
(d) ابن المنادي وابن حماد: فتتقلَّب.
(e) ابن المنادي: الملاحم: أيام، وأفلت منه -ومن ابن حماد- قوله بعد هذا: العرب والروم.
(f) ابن المنادي وابن حماد: تخوض.
(g) ابن المنادي وابن حماد: شُهداءهم.
(h) الفتن لابن حماد: لن ندعكم إلا أن تخرجوا إلينا كل ما كان أصله منا.
(i) ابن المنادي: الكفر، ابن حماد: أنكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>