للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وإنْ عُدْنا إِلى الظَّاهِرِ، وعَدَلْنا عنِ الباطِنِ (١)، فلنَا (٢) في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: "ما أُوذِي نَبِيٌّ ما أُوذِيْت"، وقدْ عَلِمْتَ ما جَرَى على عِتْرَتِهِ وشِيْعَتِهِ (٣)، فالحالُ ما حَالَ، والأَمْرُ ما زالَ (٤)، وقدْ عَلِمْتُم ظاهِرَ حَالِنا، وكَيْفِيَّةَ رِجَالنا، وما يَتَمَنَّونَهُ منَ الفَوْتِ، ويَتَقرَّبُونَ بهِ من (٥) حِياضِ الموْتِ (٦)، وفِي المَثَل (٧): أَو لِلبطِّ تُهدِّدُ بِالشَّطِّ؟ فَهيِّئ للبَلايا أسْبَابًا، وتَدرَّعْ للرَّزايا جِلْبابًا، فَلأظْهِرَنَّ عليكَ مِنْكَ (٨)، وتكُونُ كَالبَاحِث عن حَتْفِهِ بظلفِهِ، وما ذلكَ على اللهِ بعزِيز، فكُنْ لأمْرنا بالمرْصَادِ (٩)، واقْرَأْ أوَّلَ النَّحْلِ وآخرَ صاد" (١٠).

"قال النَّجْمُ ابنُ إسْرائيلَ: أخْبَرَنِي المنتَجَبُ بنُ دَفْتَرخوَان، قال: أرْسَلنِي صَلاحُ الدِّين إلى سِنَانٍ حينَ قَفَزُوا (١١) على صَلاحَ الدِّين المَرَّة الثَّالثَةِ، ومعي القُطْب النَّيْسَابوْريُّ، يُهَدِّدُهُ، فكَتَبَ على طُرَّةِ كِتَابهِ (١٢):

جاءَ الغُرابُ إلى البَازِي يُهدِّدُهُ


(١) الوافي: "وإِن عدنا إِلى الظَّوَاهِر، وعدلنا عن البواطن"، وفي كنوز: الذَّهب: "وإن عدنا إلى الظواهر والمحسوسات، وعدلنا عن البواطن والمعقولات".
(٢) كنوز الذَّهب: "قلنا".
(٣) كنوز الذَّهب: "على عترته وعشيرته وأهل بيته".
(٤) بعده في الوافي وكنوز الذَّهب: "ولله الحَمد فِي الآخِرَة والأولَى"، وزاد في كنوز الذَّهب أيضًا: "إذ نحن مظلمون لا ظالمون، ومغصوبون لا غاصبون، وإذا جاء الحق زهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا".
(٥) الوافي وكنوز الذهب: "إلى".
(٦) زيد بعده في كنوز الذَّهب: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [من الآية ٩٤ من سورة البقرة].
(٧) في كنوز الذَّهب: "وفي أمثال العامة السائرة".
(٨) بعده في كنوز الذَّهب: "ولأنفثنهم فيك عندك".
(٩) في الوافي وكنوز الذَّهب: "فإذا وقفت على كتابنا هذا فكُن لأمرنا بالمرصاد، ومن حالك على اقتصاد".
(١٠) نصُّ المراسلة بين سنان وصلاح الدين أوردها الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢١: ١٨٨ - ١٩٠، والصفدي في الوافي ١٥: ٤٦٨ - ٤٧٠، وسبط ابن العجمي في كنوز الذَّهب ١: ٥٩٨ - ٥٩٩، ويتفق الصفدي وسبط ابن العجمي فيما أورداه، والمثبت عبارة الذهبي.
(١١) في الوافي: "إلى سنان زعيم الإسماعيلية حين وثبوا".
(١٢) عبارة الصفدي في الوافي: "ومعي القطب النَّيْسَابُورِيّ، وأرْسل مَعنا تخويفًا وتهديدًا، فلم يجبهُ، بل كتب في الطرّة على كتاب صَلاح الدِّين، وقال لنا: هذا جوابكم … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>