للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وحَدَّثَني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي جَرَادَة، قال: اسْتَعارَ منِّي يَحْيَى بن أبي طَيّ النَّجَّار كِتَاب الأخْبَار المُسْتَفادة في ذِكْر بني أبي جَرَادَة، الَّذي ألَّفتُهُ وجَمَعتُهُ في نَسَبِ أجْدَادي وأخْبارِهم، رَحِمَهُم اللهُ تعالَى، فبَقِي عندهُ مُدَّة يُطالِعهُ، ثُمّ سَيَّرَهُ بعد ذلك إليَّ، فتَصَفَّحتُهُ، فوجَدْتُ في أثْنائهِ وَرَقةً بخَطِّ يَدِه مُتَضمِّنة هذه الأبيات من شِعْرِهِ:

قال الفَقِيرُ إلى رَحْمةِ الله تعالَى، الرَّاجِي رَحْمة رَبِّه؛ المُبارَك بن أبي بَكْر بن حَمْدَان بن أحْمَد المَوْصِليّ مُؤلِّف هذا المجمُوع: أعارَني هذا الكتاب المَذْكُور الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم، فَسَحَ اللهُ في أجَلِهِ، فكَتبْتُ منه فَوَائدَ خَطِيرةً، ونُكَتًا جَلِيْلة، أوْدَعتُها كتابي الَّذي ذَيَّلتُهُ على مُعْجَم الشُّعَراء لأبي عُبَيْد الله المَرْزَبانيّ، ونَقَلْتُ الأبياتَ المَذْكُورة من خَطِّ ناظِمها، وقد صَدَّرها بهذه الألْفاظ المَسْجُوعة، وهى: ولمَّا وَقفتُ على هذا النَّسَب الأصِيْل، والحسَب النَّبِيل، والفَخْر الجلِيل، قلتُ: [من الكامل]

نَسَبٌ عليْهِ منَ الغَزالَةِ بَهجَةٌ … تُعْشِي ومنْ فَلَقِ الصَّبَاحَ بَهاءُ

لا يَحْتَوِي إلَّا على مُتَوَطِّد … شَرَفًا تَخِرُّ لفَضْلِهِ العُظَماءُ

أو أرْوَعَ وَسَمَ الزَّمانَ بنانُهُ … بفَضائِلٍ تَعْنُو لها الجوزَاءُ

رَبُّ اللِّواءِ أبو جَرَادَةَ عَامِرٌ … لَهُم بهِ بَيْنَ الأنَام لِوَاءُ

ولهُمْ بخَاتِمِ مَجْدِهم وكمالهمْ … عُمَرَ الكمال على الأنَام عَلَاءُ

بَحْرُ العُلُوم وأيْنَ عَذْب مَذاق ذَا … مِن طَعْمِ ذاكَ إذا تُمِطِّقَ مَاءُ

قَسَمًا أقُوْلُ وإنْ تَقَدَّمَهُ الأُلَى … من قَوْمِهِ وأتَى به الأجْزَاءُ

فلقَدْ سَمَا وعَلَا بكُلِّ فَضِيلَةٍ … لا يسْتَطِيعُ لَحَاقَها القُدَماءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>