للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

أيْنَ المُلوكُ الأُلَى أمْسَوا بها سَمَرَا … لا يَمْلِكُونَ بها ضَالًا ولا سَمُرَا

طَافُوا البِلَادَ وأبقَوا بَعْدَهُمْ سِيَرَا … ومَن تَمَادَى قَليْلًا عَمْرُهُ سَيَرَى

تَضَاحَكَ الدَّهْرُ فيما بَيْنَهُمْ شَجَرَا … إذ لا يَنالُونَ لا ماءً ولا شَجَرَا

إنَّ الفَتَى إنْ عَصَتهُ نَفْسُهُ نَهَرَا … وأطْلَقَ الخَوْفُ من أجْفَانِهِ نَهرَا

فَازْجُر فُؤَادًا بأحْدَاقِ المَهَا سُحِرَا … واسْتَغْفِرِ اللهِ من ذِكْرِ الهَوَى سَحَرَا

ما بذَّ طَرْفُكَ إلَّا صَائدًا قَمَرَا … قَمَرْتَ عَقْلَكَ فَاتْرُكْ سُبْلَ مَنْ قَمَرَا

واجْهَد لِتَلْقَى فتىً مِن مَكْرِها نَفَرَا … فكَمْ أضَلَّ وأرْدَى مَكْرُهَا نَفَرَا

وكُنْ كصَاحِبِ لُبٍّ طَرْفَهُ قَصَرَا … أنْ يَجْتَنِي الذَّنْب لا عن تَوبةٍ قَصَرَا

كَمْ عَامِرٍ لِسِوَاهُ هَادِمٍ عَمَرَا … وهَادِمٍ بالتُّقَى ما غَيْرُهُ عَمَرَا

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني يُوسُف بن عَبْد الله لنَفْسهِ: [من المتقارب]

نَوَيْتُ إلى رَبْعكُمْ حَجَّتِي … وطَالَتْ على بابِكُمْ وِقْفَتي

أطُوْفُ على رَبْعِكُمْ خَاضِعًا … طَوافَ الإفَاضَةِ من عَبْرَتِي

فُؤَادِي الحَطيْمُ بكُمْ أو منىً … وزَمْزَمُ ما فاضَ من مُقْلَتِي

رَكنْتُ إلى رُكْنِ ظَنِّيْ بِكُمْ … وصَيَّرْتُ قَصْدِي لَكُم كَعْبَتي

تُرى هَلْ لأيَّامِكُم عَوْدَةٌ … تَرُدُّ اللَّيَالي عليَّ الّتي

ألا يا بُرَيْقًا أضَا بالغَضَا … لقد هِجْتَ نَحْوَهُمُ لَوْعَتِي

ويا نَسْمَةً ما انْطَوَى نَشْرُها … منَ البُعْدِ إلَّا إلى مُهْجتِي

نَعِيْمِي إذا أنْعَمُوا بالرِّضَا … وإنْ هَجَرُوْنِي فَيا شِقْوَتِي

أعزُّ إذا قِيْلَ يا عَبْدَهُمْ … وعزِّي بغَيْرِهُمُ ذِلَّتِي

خَلَعْتُ العِذَارَ على حُبِّهِم … فَطابَ افْتِضَاحِي على عِفَّتِي

وهذا حَدِيْثُ غَرَامِي بِهِم … ولا تَسْالِ الغَيْرَ عَن قصَّتِي" (١).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٨: ٢٥٨ - ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>