===
أيْنَ المُلوكُ الأُلَى أمْسَوا بها سَمَرَا … لا يَمْلِكُونَ بها ضَالًا ولا سَمُرَا
طَافُوا البِلَادَ وأبقَوا بَعْدَهُمْ سِيَرَا … ومَن تَمَادَى قَليْلًا عَمْرُهُ سَيَرَى
تَضَاحَكَ الدَّهْرُ فيما بَيْنَهُمْ شَجَرَا … إذ لا يَنالُونَ لا ماءً ولا شَجَرَا
إنَّ الفَتَى إنْ عَصَتهُ نَفْسُهُ نَهَرَا … وأطْلَقَ الخَوْفُ من أجْفَانِهِ نَهرَا
فَازْجُر فُؤَادًا بأحْدَاقِ المَهَا سُحِرَا … واسْتَغْفِرِ اللهِ من ذِكْرِ الهَوَى سَحَرَا
ما بذَّ طَرْفُكَ إلَّا صَائدًا قَمَرَا … قَمَرْتَ عَقْلَكَ فَاتْرُكْ سُبْلَ مَنْ قَمَرَا
واجْهَد لِتَلْقَى فتىً مِن مَكْرِها نَفَرَا … فكَمْ أضَلَّ وأرْدَى مَكْرُهَا نَفَرَا
وكُنْ كصَاحِبِ لُبٍّ طَرْفَهُ قَصَرَا … أنْ يَجْتَنِي الذَّنْب لا عن تَوبةٍ قَصَرَا
كَمْ عَامِرٍ لِسِوَاهُ هَادِمٍ عَمَرَا … وهَادِمٍ بالتُّقَى ما غَيْرُهُ عَمَرَا
وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني يُوسُف بن عَبْد الله لنَفْسهِ: [من المتقارب]
نَوَيْتُ إلى رَبْعكُمْ حَجَّتِي … وطَالَتْ على بابِكُمْ وِقْفَتي
أطُوْفُ على رَبْعِكُمْ خَاضِعًا … طَوافَ الإفَاضَةِ من عَبْرَتِي
فُؤَادِي الحَطيْمُ بكُمْ أو منىً … وزَمْزَمُ ما فاضَ من مُقْلَتِي
رَكنْتُ إلى رُكْنِ ظَنِّيْ بِكُمْ … وصَيَّرْتُ قَصْدِي لَكُم كَعْبَتي
تُرى هَلْ لأيَّامِكُم عَوْدَةٌ … تَرُدُّ اللَّيَالي عليَّ الّتي
ألا يا بُرَيْقًا أضَا بالغَضَا … لقد هِجْتَ نَحْوَهُمُ لَوْعَتِي
ويا نَسْمَةً ما انْطَوَى نَشْرُها … منَ البُعْدِ إلَّا إلى مُهْجتِي
نَعِيْمِي إذا أنْعَمُوا بالرِّضَا … وإنْ هَجَرُوْنِي فَيا شِقْوَتِي
أعزُّ إذا قِيْلَ يا عَبْدَهُمْ … وعزِّي بغَيْرِهُمُ ذِلَّتِي
خَلَعْتُ العِذَارَ على حُبِّهِم … فَطابَ افْتِضَاحِي على عِفَّتِي
وهذا حَدِيْثُ غَرَامِي بِهِم … ولا تَسْالِ الغَيْرَ عَن قصَّتِي" (١).
(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٨: ٢٥٨ - ٢٥٩.