على الّذي حَمَلَ رَأسه في الطَّسْت، ووَقْف الصُّفريَّة على بَني الّذي صَفَر بين يَديه، ووَقْف بني فَضَّال على بَني المُتَفَضِّلة، وهي امْرأة أبدَتْ سوءَتها لرَأسه عَليه السَّلامُ حين قدمَ حَلَب أنَّه (a) يَطُوفونَ به، وهذا لا أصْل له ولا صِحَّة، والصَّحيحُ ما ذكَرْناهُ.
ونَزَلَ من ولد عَبْد المَلِك بن صالح بأَنْطاكِيَة الفَضْل بن صالح بن عَبْد المَلك ابن صالح، فلمّا وَلِيَ سِيْما الطَّويل أَنْطاكِيَة، قَبَضَ عليهِ وعلى وَلده، ودفنَهُما حَيَّين في صُنْدُوقَيْن، فبَصُر رَجُلٌ بالصُّنْدُوق الّذي كان ولد الفَضْل فيه، فَظَنَّهُ مالًا، فَحَفر عليه واسْتخرجه وبهِ رَمَق، وعاشَ بعد ذلك عشرين سنةً ومات.
والمَوْجودونَ الآن بمَنْبج وحَلَب من ولد صالح بن عَليّ: بنو عِيسَى بن صالح، وبنو عَبْد المَلِك بن صالح من نَسْل عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد المَلِك بن صالح، وَسَنأتي من أخْبارهم (١) ما فيهِ كِفَايَة إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.
وأمَّا مَنْ نَزَلَ من بني أُمَيَّة، فهِشَام بن عَبْد المَلِك بن مَرْوَان بن الحَكَم؛ نَزَلَ الرُّصَافَة وبناها واتَّخذها منْزِلًا لَهُ، وبَقي بها ولده بعْدَهُ إلى أنْ زالَت دولةُ بني أُمَيَّة وتَفَرَّقُوا.
ونَزَلَ عُمَر بن عَبْد العَزِيْز بخُنَاصِرَة، واتَّخَذَها مَنْزِلًا إلى أنْ مَات.
ونَزلَ مَسْلَمَةُ بن عَبْد الملِك بن مَرْوَان بالنَّاعُورَة من نُقْرَةِ بني أَسَد، وبَنَى بها قَصْرًا بالحَجَرِ الصَّلْد الأَسْوَد، وآثارُه باقية إلى يَوْمنا هذا، وأدْرَكْتُ منهُ بُرْجًا قائمًا انْهَدَم في زمَاننا، وأخذَ منه حِجَارة كَثِيْرة، وبَقِي أوْلَاد مَسْلَمَة بعدَهُ إلى دَوْلةِ بني العبَّاس، ولمَّا اجْتاز الرَّشِيد بهم، بَرَّهُم ووَصَلهُم مُجَازَاةً لأبيهم، لأنَّهُ كان يُحْسِن