للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبِهِ تَوْفِيقِي

وقال البَلاذُرِيّ (١): حَدَّثَني مُحمَّد بن سَهْم الأنْطاكِيّ، عن أبي صالِح الفَرَّاءَ، قال: قال مَخْلَد بن الحُسَيْن: سَمِعْتُ مَشَايخ الثَّغْر يقولون: كانت أَنْطاكِيَة عَظِيمَة الذِّكْر والأمْر عند عُمَر وعُثْمان رَحمهما اللهُ، فلمَّا فُتِحَت كَتَبَ عُمَر بن الخَطَّاب إلى أبي عُبَيْدَةَ أنْ رَتِّبْ بأَنْطاكِيَة جَمَاعَةً من المُسْلِمِيْن أهل نِيَّاتٍ حَسَنة (a)، واجْعلهُم بها مُرابطةً، ولا تَحْبس عنهم العَطَاءَ، ثُمّ لمَّا وَلي مُعاويَة كَتَبَ إليهِ بمثل ذلك، ثمّ إنَّ عُثْمان كَتبَ إليهِ يأمرُهُ أنْ يُلْزِمهَا قَوْمًا ويُقطعَهُم قَطائع، فَفَعَل.

قال ابنُ سَهْم: وكُنْتُ واقفًا على جِسْر أَنْطاكِيَة على الأُرُنْط، فسَمِعْتُ شَيْخًا مُسِنًّا من أهل أَنْطاكِيَّة (b)، وأنا يَوْمئذٍ غُلَام، يقول: هذه الأرْض قطيْعَةٌ من عُثْمان لقَوْمٍ كانُوا في بَعْثِ أبي عُبَيْدَة؛ أقْطعَهُم إيَّاها أيَّام ولاية مُعاويَة الشَّام.

وقال البَلاذُرِيُّ (٢): قالُوا: وبلَغ أبا عُبَيْدَةَ أنَّ جَمْعًا للرُّوم بين مَعَارَّة مِصْرين (c) وحَلَب، فلَقِيَهُم، وقَتَلَ عدَّة بَطَارِقَة، وفضَّ ذلك الجَيْشَ، وسَبَى وَغَنم، وفَتَحَ مَعَارَّة مِصْرين على مثل صُلْح حَلَب، وجَالَتْ خُيُولُه حتَّى بَلَغتْ بُوْقَا، وفتَحَت


(a) في نشرة الفتوح: أهل نيات وحسبة؛ سوء قراءة!.
(b) قيدها -في هذا الموضع- بتشديد المثنّاة التحتية، حسبما وجدها في الكتاب.
(c) أبقى المؤلِّف على الرسم كما وجده في نسخة الفتوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>