للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا دِيمَةَ الصَّفْعِ هُبّيِ (a) … على قَفَا المُتَنَبِّي

ويا قَفاهُ تَقدَّمْ … تَعَالَ واجْلِسْ بجَنْبي (b)

ويا يَدِي فاصْفَعيهِ … بالنَّعْلِ حتَّي تَدِبّي

إن كان هذا نَبِيٌّ … فالقِرْدُ لا شَكَّ رَبِّي

فلمَّا بَلَغ أبا الطَّيِّب قال (١): [من السريع]

عارَضَني كَلْبُ بَنِي دَارِمٍ … فصُنْتُ منهُ الوَجْهَ والعِرْضَا

ولم أُكلِّمهُ احْتقارًا بهِ … مَنْ ذا يعَضُّ الكَلْبَ إنْ عَضَّا

كذا رَوَاهُ السِّلَفِيّ: هُبِّي، والمَحْفُوظ: صُبِّي.

وقال لي يَاقُوت الحَمَوِيّ: وذَكَرَ الأُسْتَاذُ أبو القَاسِم عُبَيْد الله بن عبد الرَّحيم الأصْبَهَانِيّ في أخْبَار أبي الطَّيِّب، قال (٢): وقد تَعَلَّق قَوْمٌ ممَّن يَتَعَصَّبُ على المُتَنَبِّي فانْتَزع من شِعْره أبْيَاتًا زعمَ أنَّها تَدُلُّ على فَسَادِ اعْتقادٍ، وقد جَعل لها مَنْ يَتَعَصَّب وجْهًا، منها (٣): [من البسيط]

هَوِّنْ على بَصَرٍ ما شَقَّ منْظَرهُ … فإنَّما يَقَظَاتُ العَيْنِ كالحُلُمِ

قالوا: هذا البَيْتُ من اعْتقادِ السُّوفَسْطَائِيَّة.

وقَوْله في أُخْرى (٤): [من الوافر]

تَمَتَّعْ من سُهَادٍ أو رُقادٍ … ولا تَأْمُلْ كَرىً تحتَ الرِّجَامِ


(a) رواية ابن نباتة والصفدي والعباسي: صُبِّي. وهي رواية أخرى يذكرها ابن العديم بعد انتهاء النقل.
(b) عند ابن نباتة والصفدي والعباسي: حتَّى تصير بجنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>