للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو يَعْلَى مُحمَّد بن الحَسَن البصريّ، وإبْرَاهِيم بن أحْمَد بن اللّيث الأَذْرِيّ الكَاتِب؛ وقيل: إنّما لُقِّبَ بالقَنُوع لأنَّهُ قال: قد قَنِعْتُ من الدُّنيا بكسرَة وكُسْوَة.

وقال إبْرَاهِيم الأَذْرِيّ في ذِكْره (١): إنَّهُ رَضي من دُنياه بسَدٍّ الجُوع ولبسِ المُرْقُوع، ولهذا لُقِب بالقَنُوع.

قَرَأتُ في مَرَاثِي بَنِي المُهَذَّب (٢)، في مَرْثِيَّة أبي عَبْد اللهِ الحُسَيْن بن إسماعيل بن جَعْفَر بن عليّ بن المُهَذَّب: وقال أبو الحُسَيْن أحْمَد بن حَمْدُون القَنُوع يَرْثيه: [من الطّويل]

أمَا وَذَهاب الحُزنِ في كُلِّ مَذْهَبِ … ورَوعات قَلْبٍ ذَاهِلٍ غير قُلَّبِ

لقد شَغَلَتْنِي عن رزيَّة واحدِي … رزيَّةُ أهل الفَضْلِ آل المُهَذَّب

فحتَّى متَى يا دَهْرُ لسِتَ بمُعْتِبِي … وفيم على ما فاتَ منْكَ تَعَتُّبي

تصَبَّرتُ حتَّى عيلَ صَبْري وأخُلَقَتْ … قُوي جَلَدِي في مَوطني وتغرُّبي

ولي عبرَاتٌ عَبَّرتْ عن ضمائري … بألسُنِ دَمْعٍ تَرْجَمَتْ عن تَلهُّبي

فللَّه أنفاسٌ عَلَتْ في تَصَعُّدٍ … وأدمُعِ أجْفَانٍ هَوَتْ في تَصَوُّبِ

وَسَنَذْكُر في كُلِّ حَرْف ما سُمِّي به (٣)، ونُورد من شِعره في ذلك الحَرْف


= ١: ١٣٧ - ١٣٨ (وسماه: أبو الحَسَن مُحمَّد بن حَمْدُون القنوع)، القفطي: المحمدون من الشعراء ٣٠٤ - ٣٠٥ (مُحمَّد بن حَمْدُون القنوع)، الوافي بالوفيات ٨: ١٥٣ - ١٥٤، ويعيد ابن العديم التَّرْجَمَة له في الجزء الثالث برسم أحْمَد بن مُحمَّد أبو الحُسَيْن المعري القنوع، وأيضا في الألقاب (الجزء العاشر).
(١) كان إبْرَاهِيم بن أحْمَد بن اللّيث الأَذْرِيّ قد زار الشَّام سنة ٤٣٢ هـ، وكتب رسالة لبعض الكتاب بأصبهان، يذكر فيها مَن لقي من العلماء ومنهم القنوع المعري. وانظر كلامه على القنوع في تاريخ ابن عساكر ٦: ٢٦٤.
(٢) يذكر ابن العديم أنَّ هذا الكتاب جُمَع فيه مَراثِي بَنِي المُهَذَّب المَعَرِّيّين، ولم يَذْكر اسْمَ جامعِه، وقد نقلَ عنه قطعًا عديدة موزَّعة على كثير من التراجم.
(٣) تقدّم في طالع التَّرْجَمَة الإشارة لذلك والإحالة عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>