للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ لم أُجَشِّمْها الخِطَارَ فلا عَصَتْ … يُمْنايَ يَوْمَ كريْهَة بيَمَاني

أصبَحْتُ في الأقْوَام أُحْسَبُ شَاعِرًا … يا فَضْلُ قد بالغْتَ في نُقْصَانِي

أَعَلَى السُّؤَالِ مُعَوَّلي يا سُنَّةً … شانَتْ عُلَاي ولم يَكُن من شَاني

لا رزْقَ إِلَّا بالصَّوَارِم والقَنَا … عندي وبَعْضُ الرِّزْق کالحِرْمانِ

أعْزَزْتُ بالآدَاب نَفْسًا مُرَّةً … فَعلَام أَعرِضُها بسُوق هَوَانِ

ولقد صَدَفْتُ عن القَوَافي بُرْهةٍ … وأَرَحْتُ منها خَاطِري ولِسَاني

حتَّى تَعرَّضَ لي ضِيَاءُ الدَّوْلَة الـ … ـعُظْمَي بغَامِر فضْلهِ فثَنَاني

وعَلَا على عُنُقِ القَرِيْضِ نَوالُهُ … مُتَغَطْرِسًا فانْقادَ بَعْدَ حِرَانِ

هكذا ذَكَرَه أُسامَةُ ونسَبَه إلى جدِّه عُبَيْد الله وأسْقط ذِكْر أبيه حَمْزَة.

وذكَرهُ [الرَّشِيد أحْمَدُ بن علىّ] (a) بن الزُّبَيْر في كتاب جِنَان الجِنَانِ، وقال: شَاعرٌ مُجيْدٌ من شعْره: [من البسيط]

هذا الحِمَى وكِنَاسٌ الغيْدِ والبَان … فاستَوْقِفِ الرَّكْبَ واسْأَلْ أيَّةً بانُوا

عسَى حَمائمُهُ يَعْلَمنَ مِن خَبَرٍ … أو عنْدَهُنَّ لسرِّ الدَّمْعِ إعْلانُ

أشْبَهنَنا فَوق أكوَار المَطيّ وقَد … مادَتْ بهنّ مَن الأشْجَار أغْصَانُ

وما شَجَا القلْبَ تَغْريد سجعْنَ به … إِلَّا ونَمَّتْ صَبَاباتٌ وأشْجَانُ


(a) مكانها في الأصل بياض قدره ثلاث كلمات، وهو أحْمَد بن عليّ بن إبْرَاهِيم القاضي الرَّشِيد ابن الزُّبَيْر (ت ٥٦٢ هـ)، وعنوان كتابه الكامل "جنان الجنان ورياض الأذهان"، جعله ذيلًا على يتيمة الدَّهر للثعاليّ، ويقع في أربع مجلدات، ولم يصلنا، انظر عنه وعن كتابه هذا: خريدة القصر للعماد الأصفهاني ١٤: ٢٠٠ - ٢٠٢، ابن الفوطي: مجمع الآداب ٥: ٢٠٤، ياقوت: مُعْجَمُ الأدباء ١: ٣٩٩ - ٤٠٤، وتكملة عنوان الكتاب فيه "وروضة الأذهان"، سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان ٢١: ١٣٥ - ١٣٦، وفيات الأعيان لابن خلكان ١: ١٦١، الأسنوي: طبقات الشَّافِعِيّة ١: ١١٦ - ١١٨، وعنْوَن كتابه: "الجنان ورياض الأذهان في شعراء الزمان"، تاريخ ابن الفرات ٤/ ١: ٧ - ١٠، المقريزي: المقفي ١: ٥٣٤، السيوطيّ: بغية الوعاة ١: ٣٣٧ - ٣٣٨، ونقل ابن العديم عن هذا الكتاب في نحو عشرة مواضع تالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>