للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلّما اسْتَنْجَدتُ (a) فيها عزْمَةً … لسُلُوٍّ فتَرَتْ بالفَاتِرَيْن

كيفَ أسْلُو والهَوَى لَمْحة عَيْن … أوْدَعَتْني عَارِضًا من عَارضَيْن

مَنْ مُجِيْري من هَوَاها فلَقَد … حجَبَ النَّوْمَ قِسِىُّ الحاجِبَيْن

أعرضَا عَنِّي فما يَنْفَعُني … طِبُّ بُقْرَاطٍ ولا رَأىُ حُنَيْن

لَيْسَ يُرْجَى لي شِفَاءٌ عندَهُ … بَلْ شِفَائي من بَرُودِ الشَّفَتَيْن

قد رَآني قَاضِيًا حَقّ الصِّبَى … بحقَاقٍ (b) حَمَلَتْ عَنْبرتَيْن

واعجَبَا (c) منِّي ومن مُعْجِبَةٍ … بنْتِ تسْع وثَلَاثٍ واثنَتَيْن

وأنْشَدَني أحْمَد بن رُسْتُم الشَّافِعيّ لنَفْسِه (١): [من الخفيف]

رُبَّ كاسٍ عَار من الآدَابِ … هَمُّه ما يَشيْدُهُ للخَراب

يَتَباهَى بثَوْبهِ وثرَى المَـ … ـالِ وجسْم يَبْلى وعَيْشٍ لُبَابِ

مُهْملًا أَمْرَ دِيْنِهِ ليسَ يَدْرِي … أنَّ هذا جَميعَهُ للذَّهَابِ

وأنْشَدَني لنَفْسِه (٢): [من المتدارك]

اشْتَدِّي أزمَةُ تَنْفَرجي … فالضِّيْقُ مَنُوطٌ بالفَرَج

والعُسْرُ يَؤُولُ إلى يُسُرٍ … والرُّوْح تُراحُ من الحَرَج

مُذْ لاحَ بَياض في لممٍ … من بَعْد سَوَادٍ كالسَّبَج

فاسمَع يا صَاحِ وَصِيَّةَ مَنْ … في زُوْر البَاطِل لَمْ يلج

اعْلَم واعْمَل بالعِلْم لكي … تَسْمُو في الخُلْدِ ذُرَى (d) الدَّرَج

لا تُرض أخَاكَ وتُوْسعُهُ … مَكرًا فالبَهْرَجُ لَمْ يَرُج

لا تَرْم النَّاسَ بمُعْضلةٍ … يَرمُوكَ بقَاصمَةِ الثَّبَج (e)


(a) ابن الشعار: استحدثت.
(b) ابن الشعار: لحقاق.
(c) ابن الشعار: عجبًا
(d) ابن الشعار: ذوي.
(e) ابن الشعار: الشبج.

<<  <  ج: ص:  >  >>