للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخيرًا قَولُ ابن الشِّحْنَة (ت ٨٩٠ هـ)، وهو أيضًا ممَّن أقامَ بالقَاهِرةِ مُتَولِّيًا لِكتابةِ السِّرّ في نوْبتَيْن: "أخْبَرِني الأميرُ النَّقيبُ بَدْر الدِّين الحُسَيْنيّ نَقيبُ السَّادَةِ الأشْرَافِ بالمَمْلكةِ الحلَبيَّة، رحِمهُ اللهُ، أنَّ مُسَوَّدَتهُ كانت تَبْلُغُ نحو أربَعين جُزءًا كبارًا، والمبُيَّضَةُ تَجيءُ كذلك، لكن اخْتَرمتهُ المَنِيَّةُ قَبْل إكمال الأُمْنيَّةِ، وتَفرَّقَتْ أجْزاؤه قَبْلَ الفِتْنَة التَّيْمُوريَّة، [أي قَبْل سَنة ٨٠٥ هـ] فلا تَجِدُ الآن منها إلَّا نَزْرًا لَم أَقِفْ منها إلَّا على جُزءٍ واحدٍ بخَطِّه فيه بَعْضُ حَرْفِ الميم، وفيه تَرْجَمَهُ المَلِكِ العادِلِ نُور الدِّين مَحْمُود، وتَرْجَمَةُ جَدِّي الأمير حُسَام الدِّين مَحْمُود شِحْنَة حَلَب، وبعضُ تَرَاجِم غيرها، وهو عندي" (١).

وأجْزاءُ الكتابِ كانتْ مُبَعْثَرةً في أوَاخِرِ القَرْن التَّاسع الهِجْريّ، ورُبَّما قبلَ ذلك، ففي الفِهْرستِ الَّتي وَضَعهُ السَّخَاوِيُّ (ت ٩٠٢ هـ) للأجْزَاءِ الَّتي كانت بحَوْزَةِ صاحِبه مُحمَّد بن مُحمَّد بن السَّابق الحمويّ (ت ٨٧٧ هـ)، وهي مَجْمُوعةٌ ليْسَت بالهَيِّنَةِ من أجْزَاء الكتاب، وأعْقَبَهُ بالقَوْل إنَّهُ رَأى مُجَلدًا آخرَ فيه بَعْضُ البُلْدان (يَقْصِدُ المُجَلَّد الأوَّل)، ولم يُعيِّنْ مَكانَ وجُودِه، ثُمَّ قال: "وكان عندَ مُحبِّ الدِّين بن الشِّحْنَة منه بخَطِّ المُؤلِّفِ بعضُ الأجْزاءِ ممَّا لَم أُطَالع" (٢). والسَّخَاوِيّ يُشِيرُ في مَوْضعٍ آخر من كتابهِ أنَّه اطَّلَعَ على كَثيرٍ من أجْزاءِ الكتاب (٣).

ولأهميَّةِ كَلام السَّخَاوِيّ فأوْرده بنصِّهِ، قال:


(١) الدر المنتخب ٧.
(٢) السخاوي: الإعلان بالتوبيخ ٢٢٩.
(٣) الإعلان بالتوبيخ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>