للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو حَامِد أحْمَد بن جَعْفَر الأشْعَرِيّ، قال: حَدَّثنا أحْمَد بن الطَّيِّب بن مروَان السَّرْخَسِيّ، وأدْخلنىِ عليهِ أبو الحَسَن الكُرْدِيّ، قال: حَدَّثني أبو عَبْد اللّهِ مُحَمّد (a) بن حَمْدُون بن إسْمَاعِيْل، قال: حَدَّثنا أبي، عن المعتَصم، قال: سَمعْتُ المأْمُون يُحَدِّثُ عن الرَّشِيْدِ، عن المَهْدِيّ، عن المنصُور، عنَ محمَّد بن عليَّ بن عبد اللّه، عن عبد اللّهِ بن عبَّاسٍ، عن النَّبِي صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم قال (١): لا تَحْتَجموا يَوْم الخَمِيْس، فمَن احْتَجَم يَوْم الخَمِيْس فناله مَكْروهٌ فلا يَلُوم إلَّا نفسَهُ.

قال أحْمَد بن الطَّيِّب: فذكَرتُ هذا الحَدِيْثَ لعبْد اللّه ابن الوَاثق أبي القَاسِم، فقال: سَمِعْتُ أبي الواثِق يُحَدِّثُ به عن المُعْتَصِم بهذا الإسْنَاد.

هكذا جاء في هذه الرِّوَايَة قال: حَدَّثني أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بن حَمْدُون، والمعرُوف أبو عَبْد اللّه أحْمَدُ بن حَمْدُون، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرهُ (٢).

وَقع إليَّ كتاب صَنَّفَهُ أحْمَد بن الطَّيِّب السَّرْخَسِيّ، ووَسَمَهُ بزاد المُسَافِر، ذكَرَ فيه وصيَّة المُسَافِر وخِدْمَة المُلُوك، وهو كتاب كتبَهُ إلى بعض إخْوانه وقد أراد سَفَراً لخِدْمَة بعض المُلُوك، فوَجَدتُه كتاباً حَسَناً، جَامِعًا لوَصَايَا نَافِعة، من كلامِهِ وكلام غيره، فمَّا قَرأتُ فيه من الوَصَايَا البالغة من كلام أحْمَد بن الطَّيِّب قوله: إنَّ أوَّل ما أوْصيكَ به، وأحثّكَ عليه، وأراهُ عزًّا وسَعَةً وغُنْماً وفائدةً وأُنساً وكَثْرةً وحِصْناً وجنَّةً ونبلًا ورئاسةً، اسْتِشْعار تَقَوَى اللّه وخشيَتهِ والحَذَر منهُ في حَالاتك كلّها، فإنَّهُ لا يَخافُ مَنْ خَافه، ولا يأمن مَنْ عَصَاه. يتفرَّق الأعْوانُ، وينسَى الإخْوَان، ويَنْأى الجيِرانُ، ويَجُور السُّلْطانُ، واللهُ


(a) فوقها في الأصل: "ص"، وعلَّق عليه بعد انتهاء النقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>