للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه السَّلام في العَصَا كانت كسَبيل هذا الرّجُل في الحَجَرين، وأنَّ الجيع بحيلَةٍ، وكان ذاك من أكْبر ما نقمْتُ عليه (a).

أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن المُقَيِّر إذْنًا، عن أبي الفَضْل بن نَاصِر، قال: أنْبَأنَا أبو القَاسِم بن أحْمَد، عن أبي أحْمَد بن أبي مُسْلِم، عن أبي بَكْر الصُّوْلِيّ، قال: وأنْشَدَني يَحْيَى بن عليّ لنَفْسِه في ابن الطَّيِّب، وكان قد زَعَم أنَّهُ أحْرَقَ كُتُبه كُلَّها إلَّا الحَدِيْث والفِقْه واللُّغَة والشِّعْر، فقال المُعْتَضِد: وما ينفَعُه ذلك مع كُفْره (١): [من المجتث]

يا مَنْ يُصَلِّي رِيَاءً … ويُظْهِرُ الصَّوْمَ سُمْعَهْ

وليسَ يَعْبُدُ رَبًّا … ولا يَدِيْنُ بشِرْعَهْ

قد كُنْتَ عَطَّلْتَ دَهْرًا … فكيفَ أسْلَمْتَ دَفْعَهْ

إنْ كُنْتَ قَدْ تُبْتَ فالشَّـ … ـيْخُ لا يُفَارِق طَبْعَهْ

لو ظَلْتَ في كُلِّ يَوْم … مُصَلِّيًا ألفَ رَكْعَهْ

وصُمْتَ دَهْرَكَ لا مُفْـ … ـطِرًا ولا يَوْم جُمْعَهْ

ما كُنْتَ في الكُفْر إلَّا … كالنَّار في رَأسِ قَلْعَهْ

تَتْلُو القُرَانَ ولو تَسْـ … ـتَطِيْعُ فرَّقْتَ جَمْعَهْ

وإنْ سَمِعْتَ بحَقِّ … حَاوَلتَ بالزُّوْرِ دَفْعَهْ

قُلْ لىِ أَبَعْدَ اتِّبَاعَ الـ … ـكِنْدِيّ تَعْمُرُ رَبْعَهْ

وتَسْتَقِي الكُفْرَ منهُ … ولا تُحَاذِرُ شُنْعَهْ

أَظْهَرْتَ تَقْوَى ونُسْكًا … هَيْهاتَ في الأَمْر صَنْعَهْ

ولو بَدَا لكَ سَلْحٌ … منهُ لآثرْتَ لَطْعَهْ

فاذهَبْ إلى مَذْهَبِ الشَّيْـ … ـخ رُبَّ صكٍّ برَجْعَهْ


(a) أورد ابن العديم خبر الرجل ومعجزة الحجرين في الهامش وكتب بعده: "صح واتَّصَل".

<<  <  ج: ص:  >  >>