للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عادي يَخْلو من مَسْحَةِ الجَمَالِ، وليسَ فيه آثارُ التأنُّقِ والتَّزْويقِ، ولا يشُير القَلَمُ الَّذي كُتِبَت به الأجْزاءُ إلى بَراعَة كاتِبه، بل إنَّ خَطَّ الصَّفَديّ وابن حَبِيْب الحَلَبيِّ وغيرهما، وخُطُوط النُّسَخ الخِزائنيَّة اَلَّتي كَتَبها نُسَّاخٌ عادِيُّون، أجْمَلُ منها بكَثِير، بالرَّغم من أنَّهُ خَطٌّ مُتَناسِقٌ على دَرَجةٍ من البَيان والوُضُوحَ في رسْم الحُرُوف.

وكُتِبَ على غِلَافِ الجُزءَ الخاَمِس من كتابهِ التَّذكرَة أيضًا أنَّهُ بخَطِّهِ، وهو مَكْتُوبٌ بخُطوطٍ مُخْتَلِفةٍ، أغلبها بخَطٍّ مُغايرٍ لخَطِّ نُسْخَةِ البُغْيَة، خَطٍّ رَدِيءٍ وفيه مَظْهَرُ الاسْتِعْجاَل، وكاَن الشَّيْخُ الزّركلي قد أوْرَدَ في تَرْجَمتِه لابنَ العَدِيْم صُورةً من هذا الكتاب، وتشَكَّك في نِسبَة الخَطِّ إليهِ (١).

ويَظْهَرُ أنَّ الأجْزاءَ الَّتي بين أيْدينا من البُغيَة الإبْرَازِةُ الثَّانيةُ من الكتاب، اسْتَوْعَبَ فيها الزِّيادَاتِ والإضَافاتِ الَّتي قيَّدَها على مُسوَّدتِه الأُولَى، لكنَّه وَالَى الزِّيادة عليها، وتَنَزَّلَتْ - لكَثْرةِ الإضافاتِ ومَواضع البَياضِ - مَنْزَلةَ المُسَوَّدَةِ، ولعلَّها لَمْ تكُنْ في اعْتِبارِ مُؤلِّفها المُبيَضَةَ النِّهائيَّةَ، فكَتَبَها بخَطٍّ عادي ولَمْ يتَجَمَّلْ به، ويَعْضُدُ هذا بعضُ الدَّلائلِ التَّالية:

١ - كَثْرةُ الإلْحاقاتِ والزِّيادات في الهامِش، ووجُودُ بعف الطَّيَّارات المفرَدِةِ في أَوْرَاقٍ مُلْحَقة، مَمَّا يتضمَّنُ تَرَاجِمَ جَدِيدة أو رِوَاياتٍ وأخْبار، خاصَّةً تلك الَّتي تَحَصَّلَتْ له من كابِ التَّكملَةِ للمُنْذريّ، والَّذي يبدو أنَّهُ اطَّلعَ عليه في وقْتٍ مُتأخِّر على تأليفِ الكتاب، فنَقَلَ عنه في مَواضعَ عَدِيْدَةٍ أدْرَجَها في هامِشِ الكتاب.

٢ - كَثْرةُ الإصْلَاحاتِ والتَّصْويبات والضَّرْبِ وبعض المُخْرَجَات.

٣ - تَصْحِيحُ مَواضعِ تَرْتيب التَّراجم والإشارةِ في الهامِش إلى وُجُوبِ نقلها إلى مَواضِعها تقدِيمًا وتأخِيرًا على تَرْتيبِ الحُروف ألفبائيًّا.


(١) الزركلي: الأعلام ٥: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>