الفَتْحِ مُحَمَّد بن أحْمَد بن المَنْدَائِيّ، وأبا الفَرَج بن كُلَيْب، وأبا الفَرَج بن الجوزِيّ، وسَمِعَ بدِمَشْق أبا اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، ويَحْيَى الثَّقَفِيّ، وأبا القَاسِم بن الحَرَسْتَانِيّ، وعُمَر بن طَبرزَد، وحَنْبَلًا المُكَبِّر، وجَمَاعَة يَطُول ذِكْرهُم.
واجْتَمَعْتُ به بدِمَشْق، وسَمِعْتُ بقراءته على جَمَاعَة من الشُّيُوخ بدِمَشْق. ثمّ قَدِمَ علينا حَلَب، وسَمعَ بها من جَمَاعَة من شُيُوخنا مثل: قاضِي القُضَاة أبي المحاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تميْم، وأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عبد الله بن عُلْوَان الأسَدِيّ وغيرهما. ثمّ اجْتَمَعْتُ به بدِمَشْق بعد ذلك، وسَمِعْتُ منه جُزْء الحَسَن بن عَرَفَة بسَمَاعِه من أبي الفَرَج بن كُلَيْب، وغير ذلك من حَدِيثه.
وكان يُوَرِّق بالأُجْرَة، ويَكْتُب سَريعًا، وكَتَبَ شَيئًا كَثِيْرًا، ولم يكن بخَطِّه بأْس، وكتَبَ لي بخَطِّه تاريخ دِمَشْق للحافِظ أبي القَاسِم الدِّمَشقيّ، وكتَاب المُذَيَّل (١) لأبي سَعْد السَّمْعَانيّ.
وكان حَسَن الخُلق، سَألْتُه عن مَوْلدِه فأخْبَرَني أنَّ مولدَهُ سَنَة خَمْسٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة بدِمَشْق، وأنَّ أباهُ كان من أهل قَرْيَة تُعْرف بالفُنْدُق (a) من جَبَل نابُلُس، وأنَّهُ هاجَرَ بهِ - وهو حَمْلٌ - منها في أيَّام صَلاح الدِّين يُوسُف بن أيُّوب، فوُلد بدِمَشْق، وسَكَنوا بجَبَل الصَّالِحين.
وذكَرَ لي أنَّهُ نَسَخَ بخَطِّه ألْفَي مُجَلَّد، وقال لي: أنا أنْسَخ إلى الآن وأُطَالع، وعُمري
(a) عند الذهبي (تاريخه ١٥: ١٥١): فندق الشيوخ من جبل نابلس.