إحْدَى وثَمانون سَنة، وكَتبتُ أمْس اثْنَتي عَشرة وَرَقَة، وأنا أشْكُر الله تعالَى على ذلك.
حدَّثنا أبو العبَّاس أحْمَد بن عَبْد الدَّائم بن أحْمَد بن نِعْمَة القدِسِيّ، من لفظه بدِمَشْق، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج بن كُلَيْب الحَرَّانيّ قال: أخْبَرَنا عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن بَيَان الرَّزَّاز قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُخْلَدَ البَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ إسْماعيْل بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الصَّفَّار، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَرَفَة العَبْدِيّ أبو عليّ، قال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن صالح الوَاسِطِيّ، عن سُليْمان بن مُحَمَّد، عن عُمَر بن نَافِع، عن أَبيِهِ، قال: قال عَبْدُ الله بن عُمَر (١): رأيتُ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمًا على هذا المِنْبَر - يعني مِنْبَرَ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو يَحْكِي عن رَبِّه، قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان يَوْم القِيامَة جَمَعَ السَّمَوَات السَّبع والأرْضَين السَّبعْ في قبضَته، ثمّ قال: هكذا، وشَدَّ قبضَتَهُ ثمّ بَسَطَها، ثمّ يقول عزَّ وجلَّ: أنا اللهُ، أنا الرَّحمنُ، أنا المَلِكُ القُدُّوس، أنا السَّلامُ، أنا المُؤْمنُ، أنا المُهَيْمنُ، أنا العَزِيز، أنا الجبَّار، أنا المُتَكَبِّرُ، أنا الّذي الّذي بَدَأْتُ الدُّنْيا ولم تَكُ شيئًا، أنا الّذي أعَدْتُها، أين المُلُوك أين الجبابرَةُ؟.
[تُوفِّي أحْمَدُ بن عَبْد الدَّائم بن أحْمَد بن نِعْمَة المَذْكُور في يَوْم الاثْنَين تاسعِ رَجَب سَنة ثمانٍ وسِتِّين وستمائة، بمنزِله في سَفْحِ جَبَل قَاسِيُون، ودُفِنَ هُناك عند مَشَايخهم، وكان قد كفّ بصَرهُ، وذلك بعد وَفَاة والدي مُؤلِّف هذا التَّاريخ رَحِمَهُ اللهُ (a).
(a) هذا النص المدرج بين حاصرتين ألحقه ابن المؤلف بخط دقيق، في موضع بياض قدره سطرين، وعلق بهامشه: "هذا المكان أخلاهُ والدي رحمه الله لكتابة وفاة المذكور، وتوفي بعد والدي فألحقته هنا، وكتب محمد بن عمر بن أحمد بن أبي جرادة"، وفي الحاشية المقابلة كتب: "وكتب هذين السطرين الدقيقين محمد بن عمر بن أحمد بن أبي جرادة".