للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تَفَكَّكَتْ نُسْخَةُ هذا الجُزءَ لسُوءَ التَّسْفِير، وأُعِيْدَ جَمْعُها على وَجْهٍ خَاطِئ، تَدَاخلَتْ فيه كَرَّاسَاتُ الكتابِ وأوْرَاقُه، وكان السَّبِيْلُ إلى إعادَةِ تَرْكِيبِ النُّسْخَة على الوَجْهِ الصَّحِيح بمُسَاعَدَةِ وَسِيلَتين:

الأُولَى: تقييد القِراءة والسَّمَاع الَّذي كَتَبَهُ المُؤلِّفُ في آخرِ كُلِّ كَرَّاسَةٍ من كَرَّاساتِ الجُزءِ مُؤرَّخًا - في الغالِبِ باليَوم والشَّهْر والسَّنَة - لقِراءة وسَماع وَلَدَيهِ مُحمَّد وعَبْد الرَّحمن، مُنْفَرديْن أو مُجْتَمعَيْن، ومعهما في بَعْض الأجْزاءَ ابنُ أُخْتهما مُحمَّد، وسَماع بَدْر الدِّين عَبْد الوَاحِد (ولعلَّه من أَحْفادِه) أيضًا على المُؤلِّف، وأوَّلُ تاريخٍ لسَماعَ ولديه كان في الأوَّلِ من ذي الحِجَّة ٦٥٥ هـ، ويَسْبقه ثلاثُ قِرَاءاتٍ لَمْ يُعيِّنْ تاريخُها، وآخِرُها في الرَّابِع من مُحَرَّم ٦٥٦ هـ، أي أَنَّهما قرآه عليه في مُدَّةِ شهرٍ ونصف تقريبًا، أمَّا قِرَاءةُ بَدْرِ الدِّين عَبْد الوَاحِد، ومعه أحْيانًا مُحمَّد بن خَالِد (؟) فكانت في شَعْبان ٦٥٧ هـ.

والوَسِيلةُ الثَّانية: كانتْ بمُتابَعَة إحَالاتِ المُؤلِّفِ الكَثِيرة، الّتي أحَالَ فيها على كَلامٍ مُتَقدِّمٍ أو مُتأخِّرٍ ضِمنَ هذا الجُزء، وأكَّدَتْ هذه الطَّرِيقَةُ سَلامةَ إعادَةِ التَّرْتيب بناءً على تَقْييدَاتِ السَّمَاع (١)، فبحَسَب التَّرْتِيب الجَدِيد يُشيرُ المُؤلِّفُ [وَرَقَة ١٣٤ ب] إلى نَقْلِه عن المُهَلَّبِيّ صَاحِب كتاب المَسَالك والمَمالك، ويُحِيلُ عليه بالقَوْل: "فذَكَرَ حَلَبَ بما قَدَّمنا ذِكْرَهُ في صَدْر كتابنا هذا .. "، والإحَالةُ هُنا على صَفْحةٍ حَسَبَ التَّرْتِيب الجَدِيد، وكان تَرْقيمُها القَدِيم في صَفْحَة. وأيضا إحَالتُهُ في أولِ باب ذِكْر الفُرات على صَدْر الكتاب، قال: "وقد ذَكَرْنا فيما أوْرَدْناه في صَدْرِ كتابنا هذا عن كَعْب الأحْبَار قال: إنَّ اللّه تعالَى بارَكَ في الشَّام من الفُرَات إلى العَرِيش". وجاءَ حَدِيثُ كَعْبٍ في أوَّلِ الكتاب [وَرَقَة ١٠ ب].


(١) شذَّت حالة واحدة من إحالاته عن هذه القاعدة، إذ أحال في صفحة ٢٠ ب على كلام متقدم له يتعلق بمَدِينَة خربة في طرف جَبَل الأحص يُقالُ لها سورية، وهذا الكلام يأتي فيما بعد عند كلامه على جَبَل الأحص [صفحة ١٧٢ ب] إِلَّا أن يكون قد ذكر ذلك أيضًا في أول الكتاب ضمن الفصول المدخلية التي ضاعت بعض أوراقها، ثمّ أعاد ذكره ثانية عند كلامه على جَبَل الأحصّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>