للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تَغْتابُوا المُسْلمِيْن، ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتهم؛ فإنَّهُ مَنْ اتّبع عَوراتهم تَتَبَّع اللّهُ عَوْرته، ومَنْ تَتَبَّع الله عَوْرتَهُ يَفْضَحْهُ في بَيْتِهِ.

أخْبَرَنا أبو هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْد الكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور المَرْوَزيِّ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُوسَى بن عليّ الخياط، بقراءتي عليه، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن عَبْد السَّلام الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللّهِ مُحَمَّد بن عليّ السَّاحِلِيّ الحافِظ، قال: قرأتُ على أبي النَّمِر أحْمَد بن عبد الرَّحْمن قَابُوس بن مُحَمَّد بن قَابُوس بن خَلَف الأدِيْب بطَرابُلُس، قُلتُ: أخْبَركُم أبو عَبْد اللّهِ الحُسَين بن خَالَوَيْه، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحَسَن بن دُرَيْد، عن الرِّيَاشِيّ، عن الأصْمَعِيّ، عن مُنْتَجع بن نَبْهان الصَّيْدَاوِيّ، قال: أخْبَرَني رَجُلٌ من بني الصَّيْدَاءِ من أهل الصَّرِيْم، قال: كنتُ أهْوَى جَارِيَةً من بَاهِلَة، وكان أهلُها قد أخَافُوني، وأخَذُوا عليَّ المَسَالك، فخرجْتُ ذاتَ يَوْمٍ، فإذا حَمَاماتٌ يَسْجَعْنَ على أفْنان أَيْكاتٍ مُتَناوحَاتٍ في سَرَارَة وادٍ، فاسْتَفَزَّني الشَّوْق، فرَكِبتُ وأنا أقُول: [من الطويل]

دَعَتْ فَوْقَ أغْصَانٍ منَ الأيْكِ مَوْهِنًا … مُطَوَّقَةٌ وَرْقَاءُ في إثْر آلفِ

فَهَاجَتْ عَقَابِيْلَ الهَوَى إذ ترنَّمت … وشِيْبَ ضِرامُ الشَّوْق بين الشَّرَاسِفِ

بكَتْ بجُفُونٍ دَمْعُها غيرُ ذَارفٍ … وأغرَتْ جُفُوني بالدُّمُوعِ الذَّوَارفِ

لكنِّي سِرْتُ فآواني اللَّيْل إلى حَيٍّ، فخفْتُ أنْ يكونَ من قَوْمها، فَبِتُّ القَفْرَ، فلمَّا هَدَأتِ الرِّجْلُ، ورَنَّقَتْ في عَيْني سِنَةٌ، وإذا قائلٌ يقول: [من الوافر]

تَمَتَّعْ من شَمِيْم عَرَارِ نَجْدٍ … فما بَعْدَ العَشيَّةِ من عَرَارِ

فتفاءَلْتُ بها والله. ثمّ غَلَبتْني عَيْنَاني فإذا آخرُ يقُول: [من الكامل]


= عازب، والبغوي: شرح السنة ١٣: ١٠٤ (رقم ٣٥٢٦)، عن ابن عمر وفيه: "فيفضحه ولو في جوف رحله".

<<  <  ج: ص:  >  >>