للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَنْ يَلْبَثَ القُرَناءُ أنْ يَتَفَرَّقُوا … لَيْلٌ يكُرُّ عليهِمُ ونَهَارُ

فقُمْتُ وعَبَرتُ، ورَكِبتُ مُتَنَكِّبًا عن الطَّريق، فإذا راعٍ مع الشُّرُوق وقد سَرَّح غَنَمًا له وهو يَتَمثَّلُ: [من الطويل]

كَفَى باللَّيالِي المُخْلِقاتِ لجِدَّةٍ … وبالمَوْتِ قَطَّاعًا حِبَالَ القَرَائنِ

فأظلمَتْ والله عليَّ الأرْضُ، فتأمَّلْتُهُ فعَرفْتُهُ، قُلتُ: فُلَان؟ قال: فُلَان، قُلتُ: ما وراءكَ؟ قال: ماتَتْ والله رَمْلَةُ. فما تَمالكتُ أنْ سقَطْتُ عن بَعِيْري، فما أيْقَظَني إلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فقُمْتُ وقد عَقَلَ الغُلَامُ نَاقَتِي ومَضَى، فرَكِبتُ إلى أهْلي بأَخْيب ما آبَ بهِ رَاكب، وقلْتُ: [من البسيط]

يا رَاعيَ الضَّأْنِ قد أَبْقَيْتَ لي كَمَدًا … يَبْقَى ويُتْلِفُني يا رَاعِيَ الضَّان

نعَيْتَ نَفْسِي إلى جِسْمي فكيفَ إذًا … أبْقَى ونَفْسِيَ في أثْناءِ أكْفَان

لو كُنتَ تَعْلَم ما أسأرْتَ في كَبدِي … بَكَيْتَ ممَّا تَرَاه اليَوْم أبْكَانِي

أخْبَرَنا أبو هاشِم الحَلَبِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الكَريم بن أبي بَكْر بن أبي المُظَفَّر، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح نَصْرُ بن مَهْدِي بن نَصْر بن مَهْدِي الحسُيْنيّ بالرَّيّ، قال: أخْبَرَنا طَاهِر بن الحُسَين السَّمَّان، قال: حَدَّثنا إسْمَاعِيْلُ بن عليّ الحافِظ، قال: قرأتُ على أبي النَّمِر الأدِيْب الأطْرَابُلُسِيّ، قلتُ لهُ: أنْشَدكم ابن خَالَوَيْه، قال: أنْشَدَني أبو الحَسَن الوَرَّاق الشَّاعر لسَعِيد بن المُسَيَّب: [من مجزوء الكامل]

انْظُرْ لنفْسِكَ حينَ تَرْضَى … وانْظُرْ لنَفْسِكَ حينَ تَغْضَبْ

فالمُشْكلَات كَثِيْرةٌ … والوَقْفُ عندَ الشَّكِّ أصْوَبْ

أنْبَأنَا أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحَسَن تَاج الأُمَناء، قال: أخْبَرَنا الحافِظ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أحْمَدُ بن عبد الرَّحْمن بن قَابُوس بن مُحَمَّد بن


(١) تاريخ ابن عساكر ٧١: ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>