للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّيْخ الرَّئِيسُ الأدِيْبُ الفَاضِلُ البَارِع نشَءُ الدَّوْلَة بَدْر الدِّين أبو الفَضْل أحْمَد بن عبد الرَّحْمن بن عليّ بن المبُارَك بن الحَسَن بن نُفَاذَة السُّليَّ مُتَغزِّلًا على حَرْف الهَمْزة: [من الكامل]

يا سَاكنًا في مُهْجَتي تتَبَوَّأ … لِمَ لا ترِقُّ لأدْمُعٍ لا تَرْقَأُ

لي منْكَ جَفْنٌ لا يَجِفُّ وثقْلُ هَـ .... ـــمٍّ لا يَخِفُّ ومَضْجِعٌ لا يَهْدَأُ

هل ما تمزَّقَ من فُؤادِي بالجَفَا .... يا هَاجِري بيَدَي وصَالِكَ يُرْفَأُ

ومُدَلَّلٍ أنا في هَوَاهُ مُذَلَّلٌ … منهُ ومنِّي مالكٌ ومُوَطَّأُ

ثَمِلُ المَعَاطِفِ قَدُّهُ مُتَأوِّدٌ … بالغُصْنِ يُزْرِي إذ يُهَزُّ ويَهْزَأُ

بلِحَاظِهِ قَلْبي جَريحُ مُثْخَنُ … فالوَصْلُ يَأسُو (a) والتَّجَنِّي يَنْكَأُ

سُبْحَان خَالِقهِ ومُبْدع حُسْنِهِ … واللهُ يَخْلُقُ ما يشَاءُ ويَذْرَأُ

كاللَّيْلِ شَعْرًا غَاسِقًا والصُّبْح وَجْـ .... ــهًا شَارقًا أنْوَارُهُ تتَلَأَلأُ

في ثَغْرِهِ حانِيَّة عَانِيَّةُ … تُسْبَى العُقُولُ بها ولَيْسَتْ تُسْبَأُ

سَفَكَ الدِّماءَ وطَرْفُه سَيَّافُهُ … وَبِهِ على إجْرائها يَتَجَرَّأُ

مُتَمَرِّضُ الأجْفَانِ قلْبي مُذْجَفَا … مُتَمرِّضُ وكلاهُما لا يَبْرَأُ

صَبْرِي لدائرةَ الصَّبَابَةِ نقْطَةُ … تُسْمي وليسَ تُرَى ولا تَتَجَزَّاُ

يَحْظَى به غَيْري وأُحْرَمُ وُدَّهُ … وسِوَايَ يَرْوى بالوصَالِ وأَظْمَأُ

قال لنا أبو المحامِد القُوصِيّ: وأنْشَدَني لنَفْسِه مُتَغَزِّلًا على حَرْف الذَّالِ المُعْجَمة: [من الكامل]

رُسُلُ اللِّحاظِ إلى الخَوَاطِرِ تُنْفَذُ … وسهَامُها في كُلِّ قَلْبٍ تَنْفُذُ

ومن العَجَائِب وَهْيَ تُصْمِي مُهْجَتي … أنّي بوَقْع سِهَامها أتَلَذَّذُ

إنَّ السِّهَام لتُخْطئُ المرىَ سِوَى … سهْمٍ بأهْدَاب الجُفُون مُقَذَّذُ


(a) الأصل: يا سوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>