للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا الحافِظ أبو مُحَمَّد عبد العَظِيْمِ بن عَبْد القَوِيّ النذِريّ، قال في كتاب التّكْمِلَة (١): وفي الرَّابِع والعشرين من شهر ربيع الأوَّل - يعني من سَنَة ثَلاثٍ وستّمائة - تُوفِّي الشَّيْخُ الفَقِيهُ الأدِيْبُ أبو العبَّاس أحْمَد ابن الشَّيْخ أبي القَاسِم عَبْد الغَنِيِّ بن أحْمَد بن عبد الرَّحْمن بن خَلَف بن المُسَلَّم اللَّخْمِيّ المالِكيّ المَعْرُوف بالقُطْرُسيِّ المنَعُوت بالنَّفِيْس، بمَدِيْنَة قُوْص من صعِيد مِصْر الأعْلَى وقد نَاهَز السَّبْعين.

تَفَقَّهَ على مَذْهَب الإمَام مَالِك بن أنس رَضِيَ اللهُ عنهُ على الفَقِيه أبي المنَصُور ظَافِر بن الحُسَين اليزدِيّ (٤)، واشْتَغل بالأُصُولَيْن والمنَطِق وغير ذلك، وقَرَأ الأدَب على الشَّيخ المُوَفَّق أبي الحَجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد المَعْرُوف بابنِ الخَلَّال كاتب الدَّسْت، وصَحِبَهُ مُدَّةً، وسَمعَ من الشَّريف أبي المَفَاخِر سَعيد بن الحُسَين المَأْمُونيّ وغيره. وتَصَدَّرَ للإقْرَاءِ.

وله دِيْوان شِعْر مَشْهُور، ومَدَح جَمَاعَةً من المُلُوك والوُزَرَاء وغيرهم، وتقلَّبَ في الخِدَم الدِّيْوَانيَّة، وحَدَّث، أنْشَدَنا عنه جَمَاعَةٌ من أصْحَابنا.

أنْشَدَني الشَّيْخ الحافِظ رَشِيْدُ الدِّين أبو الحُسَيْن يَحْيَى بنُ عليّ بن عَبْد اللّه القُرَشِيّ للنَّفِيس أحْمَد بن عَبْد الغَنِيّ القُطْرُسِيّ من قَصِيدَة، قال: وكان فَقِيهًا فَاضِلًا مُتَكَلِّمًا أُصُوليًّا [من مجزوء الرجز]

بينَ الكَثِيْبِ والنَّقَا … ما أرَبٌ لولا التُّقَى

وفي اللّثام قَمَرٌ … أضَلَّني وأشْرَقَا

ومنها في ذِكْر الصَّعِيْد:

ليس صَعِيْدًا طَيِّبًا … لكل صَعِيدًا زلَقَا


(a) المنذري: الأزدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>