وذكَرَهُ أبو زَكَرِيَّاء يَحْيَى بن أبِي عَمْرو بن مَنْدَة في تاريخ أصْبَهَان، وقال: أبو صالح المُؤذِّن، قَدِمَ أصْبَهَان، وسَمِعَ من أبي نُعَيْم، وأبي بَكْر بن أبي عليّ ومَنْ في وَقْتهما، حَافِطٌ للحَدِيْث، رَحَلَ وكتب الكَثِيْر وسَمع.
أخْبَرَنا أبو هاشِم بن الفَضْل، عن أبي سَعْد عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد السَّمْعَانيّ، قال: سَمِعْتُ أبا القَاسِم زَاهِر في طَاهِر الشَّحَّاميِّ بنيْسَابُور، يقُول: خرَّج أبو صَالح المُؤذِّن أَلْفَ حَديثٍ من ألفِ شَيْخ لهُ.
وأخْبَرَنا أبو هاشِم، عن أبي سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي عليّ الحافِظِ بهَمَذَان: سَمِعْتُ الشّيْخ الزَّكِّي أبا بَكْر بن أبي إسْحاق المُزَكِّي، يقول: ما يَقْدر أحَد يكذِبُ في الحَدِيْث في هذه البَلْدَة - يعني نَيْسَابُور - وأبو صالِح المُؤذِّنُ حَيٌّ، لأنَّهُ كان يَذُبُّ الكَذِب عن حَدِيث رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
قال: وقَرأتُ بخَطِّ أبي جَعْفَر أيضًا سَمِعْتُ الشَّيْخ الإمَامَ أبا المُظَفَّر مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَبْد الجبَّار السَّمْعَانيّ المَرْوَزيّ، يقول: إذا دَخَلْتُم على أبي صَالح المُؤذِّن، فادخُلُوا بالحرْمَة، يُغْفَر لم بغير مُهْلَةٍ، فإنَّهُ نجم الزَّمان، وشَيْخ وَقْته في هذا الأوَان.
قال: وقرأت بخَطِّه أيضًا: سَمعْتُ الشَّيْخ الصَّالِح أبا [القاسِم] (a) الحَسَن بن أحْمَد الكَوَّاز البِسْطَامِيِّ، يقول: سَأَلتُ الله أنْ أرَى أبا صالح المؤذِّن في المَنَام، فرأيتُه ليلَةً على هَيْئَة صالِحة، فقُلتُ لَهُ: أبا صالح، أخْبرني عن ما عِنْدَكم؟ فقال: يا حَسَنُ، كنتُ من الهَالِكين لولا كَثْرَة صَلاتي على رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أين أنتم عن الرُّؤْبة واللِّقَاء؟ فقال: هَيْهات قد رَضينا منه بدون ذلك، فانتبهتُ ووقَع عليَّ البُكَاءُ.
(a) في الأصل: أبا الحسن، وهو مخالف لما بعده، وهو قوله: "يا حسن"، والزيادة من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٤: ٧٧ (في ترجمة علي بن محمد بن نصر اللبان).