للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: قَرأتُ بخَطِّ والدي رحِمَهُ اللهُ: سَمِعْتُ أَسْعَدَ بن حَيَّان النَّسَوِيّ يَحْكي عن أبي صالح المؤذَّن أنَّهُ دَخَلَ على أحْمَد بن نَصْر الشَّبَوِيّ مع شَاهْفُور، فقال الشَّيْخُ لفَقِير: خُذْ سلاحَكَ، فأمر لشَاهْفُور بسُؤَالهِ عن السِّلاح، فقال: هو الوُضُوءُ، ثم سَأَلهُ عن الحَدِيْث، وأراد أنْ يَقْرَأ عليه كتاب البُخاريّ عن الشَّبَوِيّ، فقال: ذَكَرَ في أوَّله الأعْمَال بالنِّيَّةِ، وأنا ما سَمِعْتُ هذا الكتاب لأُحَدِّثَ، سَمِعْتُهُ لأعْمَلَ بهِ.

أخْبَرَنا زَيْن الأُمَناء الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن الحَسَن إذْنًا، قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: سَألتُ أبا سَعْد بن أبي صالح عن وِفَاةِ والدِه، فقال: في سنَةِ سَبْعين وأرْبَعِمائة، قيل: في أيّ شَهْرٍ؟ فقال: في شَهر رمَضَان، وذلك أنَّهُ كانَ قد سَألَ الله بمَكَّة أنْ لا يقبِضَهُ إلَّا في شهر رَمَضَان، فإن إذا دخَل شَهْرُ رَجَب تفَرَّغ للعِبَادَة إلى أنْ يخرج شَهْرُ رَمَضَان.

وقال الحافِظُ أبو القَاسِم (٢): كَتَبَ إليَّ أبو نَصْر إبْراهيم بن الفَضْل بن إبراهيم البَأَّر (a)، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللهِ الحُسَين بن مُحَمَّد الكُتْبِيّ، قال: سَنَة سَبْعِين وأرْبَعِمائة ورَدَ الخَبَرُ بوَفَاةِ أبي صالح المُؤذِّن الحافِظ في رمَضَان، وكانَ مَوْلدهُ سَنَةَ ثمانٍ وثمانين وثَلاثِمائة.

أخْبَرَنا أبو هاشِم الحَلبَيُّ، عن أبي سَعْد السَّمْعَانِيّ، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي عليّ الحافِظ بهَمَذَان: تُوفِّي الإمَامُ الحافِظُ أبو صالح أحْمَدُ بن عَبْد المَلِك المُؤذِّنُ يَوْم الاثْنَين بالباكر لتِسْعٍ خَلَوْنَ من شَهْر رَمَضَان سنَة سَبْعين وأرْبَعِمائة، وقد بَلغَ خَمسًا وثَمانين سَنَةً من عُمُره. رآهُ بعضُ الصَّالِحين في تلكَ


(a) ضبطه السمعاني والصفدي بهمزتين الأولى مشددة مهموزة: البَأَّآر؛ نسبة إلى عمل الآبار. الأنساب ٢: ٢٣ - ٢٤، الوافي بالوفيات ٦: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>