للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوَى عنهُ ابنَاهُ أبو عِيسَى مُوسىَ، وأبو مُوسىَ عِيسَى، وأخَوَاه عُبَيْد الله والفَضْل ابْنَا مُحَمَّد، وابن أخيهِ مُحَمَّد بن العبَّاس بن مُحَمَّد اليَزِيْدِيُّون، ومُحَمَّد بن عَبْد المَلِك الزَّيَّات، وعَوْن بن مُحَمَّد الكِنْدِيّ.

وكان أبو جَعْفَر شَاعِرًا مُجِيْدًا، عَالمًا بالقِرَاءَاتِ والنَّحو، مَدَح المَأْمُون، وقَدِمَ معَهُ حَلَب حين قَدِمَها، وكان في صُحْبته حين غَزَا الرُّوم.

ذَكَرَ أبو الفَرَج عليّ بن الحُسَين الأصْبَهَانِيّ في كتاب الأغَانِي (١)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن العبَّاس، [قال] (a): حدَّثني أبي عن أخيه أبي جَعْفَر، قال: دَخَلْتُ يَوْمًا على المَأْمُون بقَارَا وهو يُريْدُ الغَزْو، فأنْشَدْتُه شِعْرًا مدحتُهُ فيهِ، أوَّلُهُ: [من الكامل]

يا قَصْرُ ذا النَّخْلات من بَارَا … إنِّي حنَنْتُ إليكَ من قَارَا

أبْصَرتُ أشْجَارًا على نَهْرٍ … فَذكَرتُ أنْهَارًا وأشْجَارَا

لله أيَّامٌ نَعِمْتُ بها … بالقَفْصِ أحْيَانًا وفي بَارَا

إذْ لا أزَالُ أَزُورُ غَانِيةً … أَلْهُو بها وأزُوْر خَمّارَا

لا أَسْتَجِيْبُ لمَن دعا لهُدَىً … وأُجِيْبُ شُطَّارًا وذُعَّارَا

أَعْصِي النَّصيح وكُلّ عاذلةٍ … وأُطيع أوتَارًا ومِزْمَارَا

فغَضِبَ المأْمُون، وقال: أنا في وَجْهِ عَزْو (b) وأَحُضُّ النَّاسَ على الغَزْو، وأنْتَ تُذَكِّرُهم نُزْهَةَ بَغْدَاد؟ فقُلتُ: الشَّيءُ بتَمامِهِ، ثمّ قُلت:

فصَحَوْتُ بالمَأْمُون من سُكْرِي … ورأيتُ خَيْرَ الأمْرِ ما اخْتَارَا


(a) إضافة من الأغاني.
(b) الأغاني: عدوّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>