للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيْتُ طَاعتَهُ مُؤَدِّيَةً … للفَرْض إعْلَانًا وإسْرَارَا

فجَلَعْتُ ثَوْبَ الهَزْلِ عن عُنُقِي … ورضِيْتُ دارَ الخُلْدِ (٥) لي دَارَا

وظَلِلْتُ مُعْتَصمًا بطَاعَته … وجوَاره وكفَى بهِ جَارَا

إنْ حلَّ أرْضًا فهي لي وَطَنٌ … وأسيْرُ عنها حيْثُ ما سَارَا

فقال لهُ يَحْيَى بن أكْثَم: ما أحْسَنَ ما قال يا أَمِيرَ المُؤمِنِين؛ أخْبَرَ أنَّهُ كان في سُكْرٍ وخُمَار (١)، فتركَ ذلك وارْعَوَى، وآثر طَاعَة خَلَيْفَتِه، وعلم أنَّ الرَّشْد فيها، فسَكَن وأمْسَكَ.

أنْبأنَا أبو البَرَكات الحَسَن بن مُحَمَّد، قال: أخْبَرَنا أبو القَالسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، قال: أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن المبُارَك بن المُغِيرَة، أبو جَعْفَر العَدَوِيّ النَّحْوِيّ، المعرُوف أبُوهُ باليَزيْدِيّ، كان من نُدَمَاء المَأمُون، وقَدِمَ معَهُ دِمَشْق، وتوجَّه منها غَازِيًا للرُّوم، وسَمعَ أباهُ (b) أبا مُحَمَّد يَحْيَى بن المبُارَك، وأبا زَيْد سَعيد بن أَوْس الأنْصَاريِّ، وكان مُقْرئًا.

رَوَى عنهُ أخَواهُ عُبَيْد الله والفَضْل ابْنَا مُحَمَّد، وابن أخيْهِ مُحَمَّد بن العبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليَزِيْدِيّ، وعَوْن بن مُحَمَّد الكِنْدِيّ، ومُحَمَّد بن عَبْد المَلِك الزَّيَّات.

قُلتُ: كَذَا وَقَعَ السَّهْو في كتاب الحافِظ أبي القَاسِم في مَوضِعَيْن، في قوله: المَعْررف أبوهُ باليَزِيْدِيّ، وإنَّما المَعْرُوف بذلك جَدّه أبو مُحَمَّد، وفِي قوله: سَمعَ أباه أبا مُحَمَّد يَحْيَى بن المُبارَك، وإنَّما هو جَدّه أيضًا.


(a) الأغاني: الجد.
(b) في تاريخ ابن عساكر: جده، وهو الصواب، ونبه عليه ابن العديم بعد انتهاء النقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>