للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفْتَرُّ عن عَذْب المَرَاشِف وَاضحٍ … مُرُّ الصَّبَابَة دونَ حُلْو مَذاقهِ

يَسْقِي لَمَاهُ سَليم عَقْرَب صُدْغه … فيَنُوبُ منهُ الرِّيقُ عن درْيَاقهِ

دَقَّتْ مَعَاني حُسْنه ولقدَّه … عَبِثَ الأنَامُ من القَنَا بدِقَاقِهِ

وَسْنَان يُقْلقُني تَوَعُّدُ طَرْفه … ويَوَدُّهُ قَلْبِي على إقْلَاقِهِ

يَهْوَى المِطَالَ ولو بأَيْسَر مَوْعدٍ … ويَصُدّ حتَّى الطَّيْفَ عن مُشْتَاقهِ

وَقَفَ الجَمَالُ على مَحَاسِن وَجْهِهِ … حتَّى ظَنَّنا الحُسْنَ من عُشَّاقِهِ

يا مُحْرقًا قَلْبًا أقَامَ برَبْعهِ … ألَّا كَفَفْتَ جَفَاكَ عن إحْراقِهِ

رِفْقًا بصَبّكَ إنْ أرَدْتَّ بَقَاءَهُ … يَكْفيهِ ما يَلْقَاهُ من أشْوَاقِهِ

أَطْلَقْتَ أَدْمُعَ عَيْنِهِ يَوْم النَّوَى … وفُؤَاده أحْكْمتَ (a) شَدَّ وَثَاقِهِ

أسْهَرتَهُ وأَسَلْتَ مُقْلَتَهُ دَمًا … أتُرى ذَبَحْتَ النَّوْمَ في آمَاقِهِ

وهذا المَعْنَى سَبَقَهُ به ابن قَلَاقِس في قَوْله (١): [من المنسرح]

فليتَ شِعْري وقد بَكيتُ دَمًا … هل ذُبِحَ النَّوْمُ بَيْنَ آمَاقِي

وأنْشَدَنا ابن الحَلَاوِيّ أيضًا لنَفْسِه: [من الطويل]

تَبَدَّتْ فأَوْدَى بالقَضِيْب اعْتِدَالُها … وأَرْبَى على نَقْصِ الهِلَالِ كَمَالُهَا

وفَاهَتْ منَ الدُّرِّ الثَّمينِ بمثْلِهِ … وأزْرَى على السِّحْرِ الحَرَامِ حَلَالُها

فما الحُسْنُ إلَّا مَا حَوَاهُ لثَامُهَا … وما الغُصْنُ إلَّا ما أرَاهُ اخْتِيَالُها

منَ التُّرْكِ في رَشقِ السِّهَامِ وإنَّها … ليُعْزَى إلى حَييَّ هِلَالٍ هِلَالُها

تَصُولُ بمَيَّادِ القَوَامِ بمثْلِهِ … تَكرُّ إلى قَتلِ الرِّجَالِ رِجَالُها


(a) ابن الشعار: وحكمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>