للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما الصَّعْدَةُ السَّمْراءُ إلَّا قَوَامُها … فصَعْبٌ على غيرِ الجليدِ اعْتِقَالُها

نَأَتْ دَارُها عنِّي وفي القَلْبِ شَخْصُها … فحمَّلني ثِقْلَ الغَرَامِ احْتِمَالُها

ولو لَمْ تَكُن بَدْرَ السَّماء لَمَا غَدَا … إلى القَلْب بَعْدَ الطَّرْف منِّي انْتِقَالُها

تذَلَّلَتُ في حُبِّي لها فتَدلَّلَتْ … وآفَةُ ذُلِّي في الغَرَام دَلَالُهَا

ومِن عَجَبٍ أخْشَى مَعَ الهَجْر بُعْدَها … وما كانَ يُرجَى في الدُّنُوِّ وصَالُها

وما هيَ إلَّا الشَّمْسُ يَدْنُو مَنَارُهَا … ويَبْعُدُ عن أيْدِي الرِّجال منالُها

من البِيْضِ وَافَاهَا النَّعِيمُ فعَمَّها … وزَيَّنَها في رُتْبةِ الحُسْن خَالُها

وأنْشَدَنا لنَفْسِه ثلاثة أبياتٍ نَظَمها بحَلَب المَحْرُوسَة، وقد سُئِلَ أنْ يَنْظمَها لتُكْتَب على مُشْطٍ للسُّلْطَان المَلِك العَزِيز مُحَمَّد بن المَلِك الظَّاهِر رحمَهُما اللهُ، فقال (١): [من الطويل]

حَلَلْتُ من المَلِك العَزِيز برَاحَةٍ … غَدَا ثَمْهُا عندِي أجَلَّ الفَرَائِضِ

وأصْبَحْتُ مُفْتَرَّ الثَّنايا لأنَّني … حَلَلْتُ بكفٍّ بَحرُها غير غَائِض (a)

وقَبَّلْتُ سَامِي خَدِّه بَعْدَ كَفِّه … فلَمْ أخْلُ في الحالَيْن من لَثْمِ عَارِضِ (a)

وأنْشَدَني لنَفْسِه، وقد سُئِلَ أنْ يَحُلَّ هذا اللُّغْزَ، وهو في الشَّبَّابَةِ بنَظْمٍ يلْغزُ فيهِ الشَّبَّابَةَ (٢): [من الطويل]

ونَاطِقَةٍ خَرْسَاءَ بادٍ شُجُوْنُها … تكنَّفَهَا عَشْرٌ وعَنْهُنَّ تُخْبرُ

يَلَذُّ إلى الأسْمَاعِ رَجْعُ حَدِيْثَها … إذا سُدَّ منها مَنْخِرٌ جَاشَ مَنْخِر


(a) ابن الشعار: غير رائض.

<<  <  ج: ص:  >  >>