للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراكَ انتَهَبْتَ الشِّعْرَ ثُمَّ خَبأْتَهُ … عن النَّاسِ فِعْلَ الخائفِ المُتَرقِّبِ

تَبَاعدْتَّ عن يَاقُوتَةِ الثَّغْر (a) بالمُدَى … إليهِ فَلَم تَجْرَح (b) ولم تتَحَوَّبِ

ولمَّا جَرَى الحذَّاقُ في ضوْءَ صُبْحهِ … تعَثَّرْتَ منه في ضَبابةِ غَيْهَبِ

حُرِمْتَ (c) من الإيْجَاز أَقْربَ مسْلَكٍ … ومن ذَهَبِ الألْفَاظِ أحْسَنَ مَذْهَبِ

وتَزْعُم أنَّ الشِّعْرَ عندكَ أعْربَتْ … مَحَاسِنُهُ عن ناطقٍ منكَ مُعْرِبِ

فما بالُ شعرِ النَّاس مِلءَ عُيُوننا … وشِعْري (٢) في الأشْعَارِ عَنْقَاءُ مُغْرِبِ

أنْبَأنَا أبو القاسم عبد الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، عن أبي القَاسِم بن السَّمَرْقنديّ، قال: أخْبَرَنا أبو يُوسُف يَعْقُوب بن أحْمَد الأدِيْبُ إجَازَةً، عن أبي مَنْصُور الثَّعالِبيّ، قال في يَتِيْمة الدَّهْر (١): أحْمَد بن مُحَمَّد النَّامِيِّ شَاعِرٌ مُفْلِقٌ من فُحُول شُعَرَاء العَصْر، وخَواصّ شُعَرَاءَ سَيْف الدَّوْلَة، وكان عنده تِلْوَ المُتَنَبِّي في المَنْزلةِ والرُّتْبَةِ.

وذَكَرَ ابنُ فُوْرَجَة في التَّجَنِّي على ابن جِنِّي، قال: وكان على كَثْرهَ شُعَرَاءِ سَيْف الدَّولة لا يتَّقي أبو الطَّيِّب المُتَنَبِّي منهم غير أبي العبَّاس أحْمَد بن مُحَمَّد المِصِّيْصيّ المَعْرُوف بالنَّامِيِّ، وله يقول المُتَنَبِّي (٢): [من البسيط]

والمَدْحُ لابن أبي الهَيْجَاء تُنْجِدُهُ … في الجاهِلِيَّةِ (e) عَيْنُ العيِّ (f) والخَطَلِ

خُذْ ما تَرَاهُ ودَعْ شَيْئًا سَمِعْتَ بهِ … في طلْعَةِ البَدْر (g) ما يُغْنيك عن زُحَلِ

قال: وذلك أنَّ النَّامِيّ كَثِيْرًا ما يَذْكُر في مَدَائحه أيَّام الجاهِلِيَّة.


(a) الديوان: باقورة الشعر.
(b) الديوان: تحرج.
(c) الديوان: جريت.
(d) الديوان: وشعرك.
(e) الديوان: بالجاهلية.
(f) الديوان: الغي.
(g) الديوان: الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>