للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتَّى إذا طارَتْ طُيُورُ الماءِ … والطَّائِرَان فَوْق في الهَوَاءِ

تصَوبتْ كالنَّار لمَّا اشْتَعَلَت … فجدَّلَتْ أرْبَعَةً وارْتَفَعت

ثُمَّتَ عَادَا فأجَدَّا في الطَّلَبْ … فلَحقَا ما كانَ منها قَدْ هَرَبْ

فصَرَعَا أرْبَعَةً وأرْبعَهْ … وهَبَّتِ الرّيحُ فصَارَتْ زَوْبَعَهْ

وجاءَني العَبْدُ بسَلْوتَيْنِ … كِلاهُما في ثِقْل وَزَّتَيْنِ

وجَاءَ صيَّادٌ بمِخْلَاتَي سَمَك … قد صَادَهَا مُنْفَرِدًا وما تَرَكْ

ثمَّ عَدَلْنَا نَطْلُبُ الدُّرَّاجَا … وكانَ من كَثْرَتِهِ أَزْوَاجَا

فلَمْ نَزَل نأخُذُ ما يَطِيْرُ … كبِيْرُها المأْخُوذُ والصَّغِيْرُ

حتَّى أخَذْنا فوقَ تِسْعِيْنَ عَدَدْ … والبَازُ قد أسْرَعَ فينا واجْتَهَدْ

مِلْنَا جميعًا فإذا الكَرَاكي … طَوِيلَةُ السَّاقَاتِ والأَوْرَاكِ

لَمَّا رَأى البَازَ أجَدَّ السَّيْرَا … ولا تَرى أخْبَثَ منهُ طَيْرَا

حتَّى إذا قَاربَهَا تعَلَّقا … زادَ علُوًّا وَسَمَا وحَلَّقَا

ثُمَّ رَمَى بنَفْسهِ عليها … فكانَ مَوْتًا مُسْرِعًا إليها

فلَم يَزَلْ يَضْرِبُها وينصَرعْ … وقَدْ تَحَدَّاها بمَوْتٍ وطَمعْ

فِعلِ الشَّوَاهينِ بطَيْر الماءِ … إذا رأَتْهُ وَهْوَ في السَّماءِ

حتى لقَدْ صَادَ الكَرِيْم تسْعَهْ … وسَبْعَة وسَبعَةً وسَبْعَهْ

صَيْدًا تَرَى عِدَّتهُ في جُمْعَهْ … وذَا من البَازِ لعَمْري بدْعَهْ

واتبعَ الغُطْرَافُ طَيْرًا قد هَرَبْ … لكُلِّ حَتْفٍ سَبَبُ من السَّبَبْ

بينا نَسِيْرُ فإذا الجُبَارَى … وَاقفَةُ كأنَّها حيَارَى

لمَّا رآهَا البَازُ طابَتْ نفسِي … أرْسَلْتُهُ فانْسَلَّ مثْلَ النِّمْسِ

يَطِيْر فوقَ الأرْضِ لا يُدْرَى بِهِ … فأَفْرَدَ البائسَ مِن أصْحَابِهِ

لحقْتُهُ وَهْوَ عليهِ يَنْتِفُ .... والقَلْبُ من خَوف عليهِ يَرْجُفُ

<<  <  ج: ص:  >  >>