للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلتُ لهُ: ارْكَبْ مُسْرِعًا فما رَكِبْ … حتَّى نزَلتُ والجُبَارَى تَضطَرِبْ

ثُمَّ إذا الغِطْريفُ فَوْقَ الثَّاني … أرَاهُ مِنْ بعدٍ ولا يَرَاني

فصِحْتُ بالصَّيَّادِ: خُذْهُ من يَدِهِ … فطَيْرُنا مُجْتَهدُ في طَرَدِهِ

وقلتُ للقَوْم وقد صَاحَ الحَجَلْ … مُذكّرًا بنَفْسِهِ لمَن عَقَلْ

هذا لعَمْريْ وقْتُ صَيْدِ البَاشِقِ … والزّرَّقَانِ سَلوَةٌ للوَامِقِ

كِبارُها نأخُذُها في البُنَّجِ … والفَرْخُ تَعْلِيقًا ولمَّا يَدْرُجِ

حتَّى أخَذْنَا مائةً وأرْبَعَهْ … رأيْتُها في مَوضِع مُجْتَمِعه

فيَا لَهُ مِن فَرَحٍ على فَرَحْ … نَأخُذُ من طَيْر الفَلَاةِ ما سَنَحْ

لمَّا أتَيْنَا النَّهْرَ نبغي الطَّرَدَا … نَكُدُّ ما نُبْصِر منهُ نَكَدا

إذا النَّعَامُ والحَمِيْرُ والبَقَرْ … في فَيءِ زَيتوِنٍ وتَيْنٍ وشَجَرْ

قالَ ليَ الصَّيَّادُ: ذَا يَوْمُ ظفَرْ … والصَّبْرُ عقْبَى خَيْرِهِ لمن صَبَرْ

فابْعَثْ بخَيْلٍ تأخُذُ المَضَائِقَا … واخْتَرْ منَ الخَيْل الطِّمِرَّ السَّابِقا

ووَصِّهِمْ بصَيْدِهِ منَ الجَبَلْ … فكُلُّ ما (١) عَادَ إلينا قد حَصَلْ

بعثت مَنْ عَيَّنْته للوَقْتِ … سَبْعًا وسَبعًا وُصِلَتْ بسِتِّ

ثُمَّ عَبَرْنا النَّهْرَ بعدَ مَرِّهِمْ … نَسِيرُ سَيْرًا لَيِّنًا في إثْرِهِمْ

حتَّى إذا صُرْنَا حِذَا الزَّيْتُونِ … وقد قَرُبنا من أُصُول التِّيْنِ

إذا الظِّبَاءُ أَجْفَلَتْ تَطِيرُ … اتَّبَعَتها بَعْدَها الحَمِيْرُ

ثُمَّ إذا سِرْبُ النَّعَام والبَقَرْ … نافرةٌ قد طَلَبَتْ منها الأثَرْ

قلتُ لهُمْ: خَلُّوا الكِلَاب طُرَّا … ولا تُخَلُّوا فَوْقَ كفٍّ صَقْرَا

فأدْبَرتْ هَاربَةً فِرَارَا … والمَوْت قد حاصَرَها حصَارَا

قد أخَذَتْ طُرْقُ الفَلَا عليها … وكُلُّنا مُنكَمشٌ إليها


(١) في الأصل موصولة: فكلما.

<<  <  ج: ص:  >  >>