للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتَّى اسْتَوَيْنا وَهيَ في البَطْحاءِ … بأَكلُبٍ شَدَّتْ على الظّبَاءِ

فَكم مَهَاةٍ هَلكتْ بطَعْنَهْ … ورَمْيَةٍ تَمكَّنَتْ في الثَّفْنَهْ

وكم حمارٍ كسَرَتْهُ حَذْفَهْ … وضربةٍ تَقُدُّ منه كتْفَهْ

وكم غَزَالٍ أخَذَتْهُ الخَيلُ … حَلَّ بهِ منها هُنَاكَ الوَيْلُ

وثابت الأكلُبُ والصُّقُورُ … والصَّيْدُ قد لَاحَ لها الكَثِيْرُ

قُلتُ: اجْمَعُوا الصَّيْدَ وشُدُّوْهُ شلَلْ … ممَّا أصَبْنَا بالسُّيُوفِ والأَسَلْ

فَجَمَّعُوا ما صِيْدَ بالكِلَابِ … وبالصُّقُورِ الفُرْهِ في الشِّعَابِ

ثُمَّتَ جَاءُوا بنَعامَتَيْنِ … أحْسَنَ ممَّا أبْصَرَتْهُ عَيْني

قد شُدَّتَا وسِيْقَت في حَبْل … كَعَاشِقَيْنِ اجتَمَعا للوَصْل

رأيتُ صَيْدًا لا يُرَى نَظيرُهُ … غزلانُهَا تقدُمُهَا حَمِيرُهُ

وبَقَراتٌ حُمَّلٌ تُسَاقُ … كأنَّها في سَيْرها الرِّفَاقُ

قلتُ: اجْمَعُوا صيْدَكُمُ وسِيْروا … فما لصَيْدِ يَوْمكُم نَظيْرُ

سْرنَا وقد حَانَ أوَانُ الظُّهْرِ … حتَّى نَزَلنا فَوْقَ شَطِّ النَّهْرِ

قلتُ: اسْتَريحُوا ثمّ صَلُّوا وكُلُوا … ثُمَّ اشرَبوا الرَّاحَ هَنيَّا وارْحَلُوا

وأجَّجَ الطَّبَّاخُ نارًا هَائِلَهْ … يقلي ويَشوِي والنُّفُوسُ مَائِلَهْ

إلى فِرَاخِ القَبْج والدُّرَّاجِ … والرَّاحَ إذ تُشرَبُ في الزُّجَاجِ

وكُلُّنا يَذكُرُ ما قد كانَا … وما رأتْهُ عَينُه عِيَانا

قُمنا جَمِيعًا كُلُّنا قد هَالَهْ … ما قَدْ رَأى وسَرَّهُ ما نَالَهْ

قُلتُ: كَذَا الإقْبَالُ يا مَوْلَانا … باللّهِ لا تُعلمْ بذَا سِوَانَا

قُلتُ: كُلُوا أحْوِيِكُم مَشْويَّهْ … فإنَّها بنِيَّة سَريَّهْ

وقُلتُ لمَا شَربُوها رَاحَا … وكُلّهُم قَدْ طابَ واسْتَرَاحا

سِيْروا بنا نَدْخُلُ بالنَّهَارِ … لينْظُرُ النَّاسُ إلى اسْتِظْهَاري

<<  <  ج: ص:  >  >>