للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطّبِيَّة فوَجَدَها قد صُرِفَ فيها أكثر العناية إلى تَحْذير الأُمُور الضَّارَّة، وقُصِّرَ فيها كُلَّ التَّقْصِير في تَدَارك الخَطَأ (a) في ما يقَع للمُتَهوِّرين (b) الوَاقعين فيما حُذِّروا والمُخَالفين لِمَا أمرُوا به، فتلَقَّيْتُ أمرَهُ العالي بالطَّاعَة بقَدْر الاسْتِطَاعَة، ورَجَوتُ أنْ تُنتِج بَرَكَة طاعتي لولي نِعْمتي ضرُوبًا من التَّوْفِيق تُقَصِّر عنها ذات مَقْدرتي، واسْتَعَنْتُ باللّه تعالَى، إنَّهُ عزَّ وجلَّ نِعْم المُعِيْن.

أنبَأنَا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرزَد، عن أبي القَاسِم بن السَّمرقَنديّ، قال: أخبَرَنا أبو يُوسُف يَعْقُوب بن أحْمَد الأدِيْب إجَازَةً، عن أبي مَنْصُور الثَّعالبِيّ، قال: أبو الحُسَين أحْمَد بن مُحَمَّد السَّهلِيّ هو وَزِيرُ ابن وَزِير (١): [من الكامل]

ورث الوِزَارَةَ كَابِرًا عن كَابر … مَوْصُولة الإسْنَادِ بالإسْنَادِ

قال: وكان يَجمَعُ بين آلات الرِّئَاسَة والآدَاب والوِزَارَة، ويَضْرب في العُلُوم والآدَاب بالسّهَام الفائزة، ويأخُذ من الكَرَم وحُسْن الشِّيَم بالحُظُوظ الوَافِرَة، وله كتاب الرَّوْضَة السَّهْلِيَّة في الأوْصَافِ والتَّشْبِيْهَات، وبأَمره والتِماسِه صَنَّف الحَسَن بن الحَارِث الحُبُوبِيّ في المَذْهَب كتاب السَّهلِيّ، يَذكُر فيه المَذْهَبيْن: مَذْهَب الشَّافِعيّ والحَنفِيّ.

وله شِعْرٌ، فمن ذلك، ولم يُسبَق إلى مَعْناهُ (٢): [من الطويل]

ألَا سَقِّنَا الصَّهباءَ صِرْفًا فإنَّها … أعَزُّ علينا من عنَاق التَّرحُّلِ

وإنِّي لأَقلي النُّقْل حُبًّا لطَعْمها … لئلا يزُول الطَّعْمُ عند التَّنقُل


(a) ليس في نشرة كتاب ابن سينا.
(b) الأصل: للمهورين.

<<  <  ج: ص:  >  >>