للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في النُّجُوم (١): [من الكامل]

والشُّهبُ تلمَعُ في الظَّلَام كأنَّها … شَرَرُ تَطَايَر من دُخَان النَّار

فكأنَّها فَوْق السَّماءَ بنادقُ … الكَافُور فَوْق صلَايةِ العَطَّار

قال: وله في النُّجُوم أشْعَارُ منها في شُعَاعِ القَمَر على الماءِ (٢): [من البسيط]

كأنَّما البَدْرُ فَوْقَ الماءِ مُطَّلعًا … ونحنُ بالشَّطِّ في لَهو وفي طَرَب

مَلكُ رآنا فأهْوَى للعُبُور فلَم … يَقدِر فُمدَّ له جِسْرٌ من الذَّهَب

قَرأتُ بخَطِّ صَديْقنا الفَاضِل يَاقُوت بن عَبْد اللّه الحَمَوِيّ في كتاب مُعْجَم الأُدَبَاءِ (٣): أحْمَد بن مُحَمَّدَ أبو الحُسَين السَّهْلِيّ الخُوارَزْميِّ، قال مَحمُود بن مُحَمَّد الإسْلَاميُّ (a) في تاريخ خُوارَزْم: إنَّهُ ماتَ بسُرَّ مَنْ رَأى في سَنة ثَمان عَشْرة وأرْبَعِمائة على ما نَذكُره، وهو من أجَلَّة خُوارَزْم، وبيتُه بيتُ رئاسَةٍ ووِزَارَة وكَرَم ومُرُوءَة.

خَرَج السَّهْلِيّ من خُوارَزْم في سَنَة أرْبَعٍ وأرْبَعِمائة إلى بَغْدَاد وتوطَّنَها، وتَرَكَ وِزَارَة خُوارَزْم شَاه أبي العبَّاسِ مَأْمُون بن مَأمُون؛ خافَ من شَرِّه. ولمَّا قَدِمَ بَغْدَاد، أكْرمَهُ فَخرُ المُلك أبو غَالِب مُحمَّد بن خَلَف، وهو والي العِرَاق يَوْمئذٍ، وتلقَّاهُ بالجَميِل، فلمَّا ماتَ فَخرُ المُلك خَرَجَ من بَغْدَاد هَارِبًا أيضًا حتَّى لحَقَ بغَرِيب بن مَقن (b) خوْفًا على مالِه، وكان غَرِيب صَاحب البِلادِ العُلْيَا: تَكْرِيت ودُجَيْل وما لَاصَقها، فأقامَ عندَهُ إلى أنْ ماتَ، وخلَّف عشرين ألْف دِيْنار، سلَّمَها غرِيْبٌ إلى وَرثَته.


(a) الأصل: الأسلاي، وفوقها "صـ".
(لا) الأصل: مقن، وفي الوافي: معن، والمثبت كما هو في معجم الأدباء (مصدر النقل).

<<  <  ج: ص:  >  >>