للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مُحَمَّد المالِكيّ الدِّيْنَورِيّ (١)، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى في المُخْتَار، قال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بن الحارِث، قال: سَمِعْتُ الفُضَيْل في عِيَاض يقول: ما أحَدٌ من أهْلِ العِلْم إلَّا وفي وَجْهِهِ نَضرَةً، لقوله عليه السَّلام: نضَّرَ اللهُ إمْرءًا سَمِعَ منَّا حَدِيثًا.

أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْد الغَنِيّ بن سُلَيمان بن بَنِيْن المِصْرِيّ بالقَاهِرَة، قال: أخْبَرَنا هِبَةُ الله بن عليّ الأنْصَاريّ، وأبو عَبْد الله بن حَمْد، قالا: أخْبَرَنا عليّ بن الحُسَين - قال ابنُ حَمد: إجَازَةً - قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزِيْز بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبي، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن مرْوَان المالِكِيُّ (٢)، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عَبَّاد، قال: حَدَّثَنَا أبو عُثْمان المَازِنِيُّ، قال: حَدَّثَنَا الأصْمَعِيُّ، عن أبي سُفْيان بن العَلَاء، قال: قيل للأحْنَف بن قَيْسٍ: مَنْ حَلَّمَكَ؟ قال: تعلَّمتُ الحِلْمَ من قَيْس بن عَاصِم المِنْقَريّ، لقد اختلَفْتُ إليهِ في الحِلْم كما يُخْتَلَفُ إلى الفُقَهَاءِ في الفِقْه، بينا نحن عند قَيْس بن عَاصِم وهو قاعد بفنائِه، مُحْتَب بكسَائهِ، أتَتْهُ جَمَاعَةً فيهم مَقْتُول ومَكْتُوفٌ، فقيل: هذا ابنُكَ قَتَلَهُ ابن أَخيكَ. قال: فوالله ما حَلَّ حُبْوته حتَّى فَرَغ من كَلَامِهِ، ثُمّ الْتَفَتَ إلى ابنٍ له في المَسْجِد فقال: قُم فأطْلق عن ابن عَمِّكَ، ووَارِ أخَاك، واحْمل إلى أُمِّه مائةً من الإِبِل فإنَّها غَرِيْبة، وأنْشَأ يقُول: [من الكامل]

إنِّي امْرُؤٌ لا شَائنٌ حَسَبي … دنَسٌ يُغَيِّرهُ (a) ولا أفْنُ

من مِنْقَرٍ في بَيْتِ مَكْرَمةٍ … والغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَه الغُصْنُ

خُطَباءُ حين يَقُولُ قائِلهُم … بيضُ الوُجُوهِ أعِفَّةٌ لُسْنُ

لا يفطُنون لعَيْب جَارِهِمُ … وهُمُ بحُسْنِ جِوَارِهِ (b) فُطْنُ


(a) الدينوري: يعيره.
(b) الدينوري: جوارهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>