للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شِعْره ما قرأتُه في دِيْوان شِعْر أبي الفَتْح النَّقَّاش الحَلَبيّ، قال: وكتَبَ إليهِ الشَّيْخ وَجِيْهُ الدِّين أبو العبَّاس أحْمَدُ بنُ مَسْعُود بن مُحَمَّد الأنْصَاريّ عندَ قُدُومهِ من الهِنْد ونُزُولهِ بِظَاهِر حَلَب بعد إقَامته أيَّامًا لا يَرَاهُ لاشْتِغَالهِ بتجَارته في سَنَة ستِّمائة هذه الأبْيَات:

أبا الفَتْح تَاج الدِّين لا تنْسَ وُدَّنا … هَلُمَّ نُجدِّدْ بالتَّذكُّرِ عَهْدَنا

فقد كادَ قَلْبي أنْ يَطيرَ بقَالبي … إليك اشْتِيَاقًا فاشْفِ بالوَصْل وَجْدَنا

وإنْ لم تكُن في الوَصْلِ شَمْسًا لعائقٍ … فكُن فيهِ بَدْرًا واطْلُع اللَّيْلَ عندَنا

فقال في جَوابهِ، ولم يَذُكر الأبْيَات.

أنْشَدَني أبو السَّعَادَاتِ المُبارَك بن حَمْدَان المَوْصِلِي، قال: أنْشَدَني أبو الحَسَن عليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الصَّفَّار الكَاتِب الشَّاعر المَارِدِينيّ (a) بإرْبِل، قال: أنْشَدَني أبو العبَّاس الخَزْرَجيّ لنَفْسِه (١):

وفي الوَجَناتِ ما في الرَّوْض لكنْ … لرَوْنَق زَهْرِها مَعْنىً عجَيبُ

وأعجَبُ ما التَّعَجُّبُ منهُ أَنِّي … أرَى البُسْتَانَ يَحْمِلُهُ قَضِيْبُ

وأنْشَدَني أبو السَّعَادَاتِ، قال: أنْشَدَني أبو الحَسَن، قال: أنْشَدَني أبو العبَّاس من شِعْره (٢):

يا ظَبْي سِنْجَار أمَا تَرْثي لمن … قد صَارَ من أجْلِكَ في كفِّ الأَجَلْ


(a) الأصل: الماردي، وتقدم ذكره أول الترجمة فيمن أخذ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>