للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطُمَأنِيْنة فُؤَاد، وأضَافَني إلى جَارٍ كأبي دُؤَاد، فرأيتُ أنْ أُتْحِفَهُ بهذا الكتاب المُطَرَّز بحَمَيْدِ ذِكْره، الخَطِيب بارْتِفَاع قَدْره واتِّسَاع فَخْره.

قَرأتُ بخَطِّ أبي الرِّضَا أحْمَد بن هِبَة الله بن قُرْنَاص: وُلدْتُ يَوْم الخَمِيْس عاشِر ذي القَعْدَة من سَنَة عَشْرٍ وخَمْسِمائَة.

أنْشدَني الشَّيْخُ الزَّاهِدُ أبو الفَضْل مُحَمَّد بن هبَةِ الله بن أحْمَد بن هِبَةِ الله بن أحْمَد بن قُرْنَاص إمْلاءً من لفظه، قال: أنْشَدَنا والدِي أَبو البَرَكَاتِ هبَة الله، قال: أنْشَدَني أبي أحْمَدُ بن هِبَةِ الله لنفسِه أبْيَاتًا كتَبَها إلى عِزّ الدِّين بن عَبْدِ السَّلام: [من الخفيف]

إنْ أكُن مُهْملًا لِمَا هُوَ فَرضٌ … من مُوَالَاةِ خِدْمَةِ أو كتابِ

فَلمَا قد لَقِيْتُهُ من زمانٍ … لم يَزَل بي مُقَصِّرًا عن طلَابِي

واعْتِمَادِي فيهِ على حُسْنِ ظَنٍّ … في المُوِالَاة بي وفي الأغْبَابِ

وعلى ما يُجنُّهُ القَلْبُ من صدْ … ق ولَاءٍ معوَّلِ الأحْبَابٍ

أخْبرَني أبو الفَضْل بن أبي البَرَكات بن أبي الرِّضَا بن قُرْنَاص، قال: أخْبَرَني أبي أبو البَرَكات، قال: أنْشَدَني أبي لنَفْسِه أبيَاتًا نَظَمَها لتُكْتَب على أبْوَاب دار لتاج الدَّوْلَة ابن مُنْقِذ بشَيْزَر، وكان بينهما مَوَدَّةٌ: فممَّا (a) كتب على باب كُمٍ (b) لمَجْلِس يُشاهده الدَّاخِل إذا دَخَل: [من السريع]

أهْلًا وسَهْلًا بكَ من وَاقفٍ … في مَجْلِس عَارٍ من العَابِ

صفْهُ ولا تَذْمُمْهُ شيئًا فإنْ … خَالفتَ فانظُر ما على البَابِ

قال: فإذا التفَتَ إلى الباب الآخر وَجَدَ عليه مَكْتُوبًا: [من السريم]

يا وَاقفًا يفْكرُ في زَلَّة … يأخُذُها طَعْنًا على الصَّانِعِ

أي أنَّني ممَّن لهُ خِبْرةٌ … غُضَّ فما طَرْفُكَ بالنَافعِ


(a) الأصل: فما.
(b) هكذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>